+ -

 سرعان ما عادت إليهم (اليهود) طباعهم السّوء.. فما هي إلاّ جولة وأخرى حتّى انقض عليهم الرومان، وأمر القائد الروماني ”تيتوس” بتدمير الهيكل، فدمّر الهيكل مرّة أخرى، وبَدَا أنّ الشعب الإسرائيلي بعد عدّة مئات من السنين لا يصلح للحكم، وأنّ أداة الحكم في يده تجعله مفتاح شرّ، وتجعل أصابعه الطائشة تطلق قذائف من الدّمار والفساد على أهل الأرض، فما ينجو أحد من بلائهم.حاولوا (اليهود) قتل عيسى عليه السّلام وفشلوا، وحاولوا قتل محمّد عليه الصّلاة والسّلام وفشلوا.. وإن كانوا قد نجحوا فى قتل أنبياء آخرين، إلاّ أنّ الله عزّ وجلّ كان قد هيّأ للإنسانية مستقبلاً آخر، ونقلت قيادة الوحي من بني إسرائيل إلى بني إسماعيل، ونقلت لغة الوحي من العبرية إلى العربية، ونقلت عاصمة الوحي من بيت المقدس إلى مكة والمدينة، وتولّى تربية العالم جنس آخر ربّاهم محمّد عليه الصّلاة والسّلام تربية جديدة، وسكب النّبيّ الخالد صلّى الله عليه وسلّم من سمّوه، ومن سناء روحه، وارتقاء ضميره ورسوخ تقواه.. سكب في أولئك العرب ما حولهم خلقًا آخر، فإذا هم يخرجون على الدّنيا وكأنّهم ملائكة! تحوّل الجبروت الجاهلي إلى سناء واهتداء وافتداء في سبيل الله.إنّ عمل النّبيّ الخاتم صلّى الله عليه وسلّم هو المعجزة الّتي لم يعرف العالم لها نظيرًا، من بدء الخلق إلى الآن، كيف أمكن ترويض هذا الجنس وحشد قواه ليتحوَّل إلى زلازل تدمّر الإمبراطوريات الّتي شمخت جدرانها على الطغيان قرونًا، ما استطاع أحد أن يهدها حتّى جاء المسلمون فغيّروا الدّنيا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات