أويحيى يكشف اتجاه رياح الرئاسيات القادمة؟!

+ -

نعترف لأويحيى بأنه عندما يتحدث في السياسة يعطي إشارات على اتجاه الرياح السياسية في البلاد، وهو اليوم أعطى إشارات إلى أن زواج المتعة بين الأرندي والأفالان قد وصل إلى طلاق بائن بينونة كبرى..1- أويحيى لم يعد يتحدث عما يجمعه بالأفالان، وهو برنامج الرئيس، بل يجمعه “العيش والملح”، أي أن البرنامج السياسي والاقتصادي بين الأفالان والأرندي أصبح أضعف من “العيش والملح” بين الآكلين! ولو قال أويحيى إن ما يجمع الأرندي بالأفالان هو أكل الأورو والدولار وحتى الدينار، لكان لكلامه معنى، ولكان أكثر دلالة من حكاية العيش والملح!والأكيد أيضا أن أويحيى يجمعه مع سيدي السعيد الجوار ويجمعه مع حداد الصحبة، فقد قال ذات يوم إن حداد صديقه، والصداقة أكثر تأثيرا من حكاية العيش والملح في توجيه السياسة.الاستنتاج الأول لمضمون كلام أويحيى أن الأرندي والأفالان لن تجمعهما الرئاسيات القادمة، سواء في سياق العهدة الخامسة أو من دونها!وهذا ما معناه أن “الهوشة” الأرندية الأفالانية تتجاوز “الهوشة” حول توزيع غنائم الحاسي، بعد ارتفاع أسعار البترول، إلى “هوشة” حول من يكون الآمر بالصرف في توزيع هذه المنافع بعد 2019.2- أويحيى كان واضحا أكثر عندما قال: “عانينا من مشاكل حتى من أولئك الذين ساندناهم قبل 20 سنة”! واضح أن أويحيى لا يمن على الأفالان فقط لأنه ساند مرشحها سنة 1999 ورئيسها فيما بعد وهو عبد العزيز بوتفليقة، بل ربما يشير أيضا إلى الرئيس نفسه، فقد أقاله من الحكومة ثلاث مرات، وأمر بإقالته من الحزب ثم عفا عنه وأعاده إلى منصبه في حادثة التمرد التي حدثت في نزل الأروية الذهبية! أويحيى أذنه في فم من له الحق الإلهي في تعيين رؤساء الجزائر، ولهذا عندما يرسل إشارات تخص الرئاسيات القادمة، يجب أن تؤخذ إشاراته على محمل الجد.3- ويتساءل البعض، ماذا يقصد أويحيى بقوله: إن الرئيس بوتفليقة كان ضد منع المرحوم مولود معمري من إلقاء محاضرته في تيزي وزو سنة 1980، وكان المنع سببا في اندلاع مظاهرات الربيع البربري. أويحيى يقدم هذه الشهادة لبوتفليقة وهو سنة 1980 كان مجرد موظف بسيط في وزارة الخارجية، لا يمكن أن يطلع على أسرار الحكم.. وذكره لهذه المعلومة ليس الهدف منها تجنيد منطقة القبائل وأنصار الأمازيغية خلف بوتفليقة، كما يتبادر إلى الذهن، بل الهدف هو تأليب الآخرين ضده! وأويحيى قد لا يعرف بأن بوتفليقة اتخذ هذا الموقف آنذاك (إذا اتخذه فعلا)، لأن غريمه يحياوي محمد الصالح كان على رأس الأفالان وله علاقة باتخاذ هذا القرار على مستوى محافظة الحزب بتيزي وزو، وأن الأحداث جرت عشية عقد المؤتمر الاستثنائي للحزب، وهو المؤتمر الذي كان ينتظر منه أن يطرح مسألة الرئاسة مرة أخرى وتغيير الشاذلي برئيس آخر، وأن بوتفليقة رغم أنه كان عضو المكتب السياسي، فقد بدأت مشاكله مع الأفالان بقيادة يحياوي ومع الشاذلي والمؤسسة العسكرية بقيادة مرباح وبلوصيف وفي وزارة الخارجية التي أبعد منها، فمن الطبيعي أن يكون موقف بوتفليقة مع من يتظاهرون ضد خصوصه. لهذا، فإن مدح أويحيى لبوتفليقة بهذا الموقف هو ذم في قالب المدح! والأمور لها ما بعدها بالطبع[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات