+ -

لا شك أن النائب طليبة يتمتع بنباهة وذكاء كبير في فن التحايل السياسي... ولو لم يكن الأمر كذلك، ما تحول هذا النائب “الهلمّة” إلى محور الحديث السياسي وغير السياسي عند العام والخاص طوال الأسابيع الأخيرة!النائب طليبة رأى في “الديشي” السياسي الذي طرحه بوتفليقة من مسؤوليات الحزب والدولة خاصية الانتهازية و”الشيتة” والإمعية السياسية المرتبطة بالسلطة، فأراد أن يستغل ذلك بذكاء واحتيال يحسد عليه.. عرف أن هؤلاء الذين طردهم بوتفليقة من دواليب الحكم والسياسة يعيشون بجانب الهاتف على أمل العودة عبر البوابة التي طردوا منها، فاستغل طليبة هذا الطمع في هؤلاء، أراد أن يشكل منهم آلة “شيتة” للعهدة الخامسة، ربما دون حتى إذنهم! فشكل منهم لجنة سميت تنسيقية العهدة الخامسة! فإذا قبل هؤلاء بما أعلنه طليبة وتجاوبت معه السلطة وأحزاب السلطة، فقد أصبح طليبة زعيما لمرحلة قادمة فيها هؤلاء الذين كانوا فرسان العهدة الثالثة والرابعة للرئيس بوتفليقة.. وإذا رفض هؤلاء ما قدمه لهم طليبة من إمكانية العودة إلى الساحة السياسية، فقد كشف نيتهم نحو الرئيس، وبالتالي قدم للرئيس خدمة كشفهم والتوجس منهم فيما يستقبل من الأحداث.. وإذا وافقوا طليبة على ما ذهب إليه، فقد أصبح زعيما على مجموعة من الاحتياطي السياسي الذي يسمى “الديشي” الذي لفظه الحكم ويعيش على العودة..طليبة في هذا لم ولن يخسر شيئا، فإذا قبل الرئيس بمباشرة العهدة الخامسة فقد كان لطليبة شرف السبق.. وإذا رفض الرئيس هذا الأمر، فقد كسب طليبة السبق في كشف نوايا الرئيس!من يتصرف بمثل هذا المكر السياسي وغير السياسي بالتأكيد أنه يتمتع بذكاء وحيل نادرة، لعلها هي التي جعلت منه رجل أعمال ومال من لاشيء؟!طليبة فوق هذا وذلك كشف الرداءة الرهيبة في قيادة حزبه بهذا الموقف، ففي الوقت الذي يقول فيه زعيم الأفالان، ولد عباس، إنه مع الرئيس حتى وهو في القبر، دفعه طليبة لأن يقول إن طليبة تجاوز الرئيس والحزب في الدعوة إلى عهدة خامسة! أي أن طليبة كان عليه أن يكون “داعيا للرئيس بإذنه”! وليس داعيا له بذكائه! واستطاع طليبة أن يضع ولد عباس في الزاوية، لأنه استخدم “شيتة” متطورة لم تصل إليها ملكات ولد عباس في “الشيتة” بعد، وهو الشرعي الذي لا يشق له غبار في هذا الميدان، وقد بات واضحا أن ولد عباس وطليبة لا يختلفان في الجوهر، ويختلفان فقط في استعمال الوسائل للوصول إلى هذا الجوهر بـ”الشيتة”؟!ومن هنا، فإن طليبة لم يكشف ولد عباس وحربه وحده، بل كشف كل “الديشي” السياسي للأفالان الذي يعيش الانتظار على أمل العودة.. إنها السياسات العجيبة في الجزائر[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات