+ -

ما قاله ولد عباس، مؤخرا، بخصوص العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة، هو بمثابة “زبد” سياسي تطلقه مواسير الصرف الصحي السياسي للأفالان! سامع هذا الزبد يشد أنفه حتى ولو أعجب ببياض هذا الزبد!متى كانت الأفالان هي التي تحدد المرشح لرئاسة الجمهورية؟ هل حدث هذا سنة 1963، أم حدث سنة 1976، أم حدث سنة 1979، أم حدث سنة 1992، أم حدث سنة 1994 أو 1996.. أم حدث سنة 1999؟ الحالة الوحيدة التي رشحت فيها الأفالان مرشحها هي سنة 2004 مع بن فليس! وأنتم تعلمون ماذا حدث بعد ذلك؟! من أراد أن يفهم وضع الأفالان في النظام التأسيسي الجزائري عليه أن يقرأ نشيد الشاعر المرحوم عمر البرناوي، فهو أحسن من عبّر عن هذا النظام، حيث قال: “جيش التحرير وجبهته”، ولم يقل جبهة التحرير وجيشها! حتى يأتي ولد عباس اليوم ويقترح على الشعب الجزائري أن تعين الجبهة لهذا الجيش قائده!ما لا يعرفه ولد عباس أن الوضع العام في البلاد أصبح لا يسمح للجيش بأن يمارس الاستمرارية بما هو قائم.. وفي نفس الوقت هذا الوضع العام لا يسمح له أيضا بأن يرمي السلطة في الشارع في انتخابات حرة يمكن أن تأتي نتائجها بما لا يأمله.ولد عباس عندما يؤخلق وفاء حزبه للرئيس ويدعو للاستمرارية وليس عهدة خامسة، ينسى أنه أخلاقيا لا يحق لحزبه أو لغيره أن يتحدث بأخلاق عن عهدة خامسة والدستور لا يسمح إلا بعهدة ثانية؟! ولد عباس أيضا يتحدث عن أن الرئيس يمكن أن يترشح لعهدة خامسة بحصيلة الماضي ليبني عليها آفاق 2030، والواقع يقول إن حصيلة الماضي جعلت الشعب يقاطع الانتخابات التشريعية بنسبة 85%... وهذه الحصيلة هي التي جعلت الجبهة الاجتماعية تغلي ويصل غليانها إلى حد تهديد الاستقرار والأمن الاجتماعي للبلد. الواقع يقول أيضا إنه لا يمكن إجراء انتخابات رئاسية مزورة والتحكم فيها كما كان الأمر من قبل، فحتى القاعدة الاجتماعية الانتخابية للسلطة لم يعد النظام يتحكم فيها على مستوى القوة الضاربة الانتخابية للنظام، التي هي الأسلاك النظامية! والدليل هو المليون صوت الملغى في المراكز التابعة لهذه الهيئات في الانتخابات الأخيرة.نعم.. لويزة حنون على حق، هناك خطورة كبيرة على النظام إذا ذهب إلى انتخابات رئاسية بوسائل التزوير التقليدية، وهناك خطورة أكبر إذا لم تجر هذه الانتخابات بسبب أزمة النظام العامة، وبسبب عدم وجود مشروع للنظام ووصول مشروعه إلى الحائط.. ولهذا يتحدث ولد عباس عن مشروع الماضي لبناء مشروع المستقبل؟! في حركة بهلوانية مضحكة.. لكن لويزة حنون قدمت للرئيس مخرجا وهو قيادة مرحلة انتقالية خارج الدستور أساسها انتخابات تأسيسية، ومثل هذا المشروع لا يمكن أن يتم في سنة أو سنتين، ولهذا يمكن أن يمدد للرئيس بلا انتخابات لإنجاز هذا المشروع الذي يحظى بإجماع وطني! الرئيس لا يمكن أن يترشح لرئاسيات بهذا المشروع الوطني، لأنه يعاكس ما قام به في 2016، ولا يمكن للجيش أن يقوم بالعمل مكان الرئيس لأسباب تتعلق بنتائج ما حدث في التسعينيات!البلاد فعلا في محنة لم تشهدها من قبل بسبب تآكل سمعة مؤسساتها الأساسية، ولابد لها من إجراءات وقرارات شجاعة ووطنية، تتجاوز ما هو قائم من أطلال سياسية ودستورية... ولا يمكن أن يقوم بمثل هذا الإجراء أمثال أفالان ولد عباس أو الأرندي، حتى من يدفع هذه الكائنات (السياسية) إلى مثل ما تطرحه من حلول تجعل أي شخص يشد أنفه[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات