+ -

نائبان في الحزب الحاكم يتصارعان بالدبزة في مقر قيادة البرلمان وفي بهو مكتب رئيس البرلمان الذي يحكم فيه ويقوده الحزب الحاكم! والبرلمان الذي يسأل الحكومة عن العنف في الملاعب، لا يسائل حزبه عن العنف بين النواب؟!العنف في الملاعب هو في النهاية الوجه الآخر من العنف في السلطة! فعندما نجد حزبا حاكما يمارس العنف بين مناضليه، مثل الذي حدث بين نوابه، أو مثل الذي حدث ذات يوم عندما أبعد أمين عام الأفالان بلخادم، ومارس أنصاره البلطجية العنف مع مجاهدين ومناضلين في هذا الحزب، مثل المرحوم بوحارة! أو نجد القيادي في الأفالان في مستغانم يمارس النضال ضد خصومة بالكلاب المدربة! هذا يعني أن العنف هو سياسة قائمة بذاتها!حتى الأرندي هو الآخر شهد حالات عنف، فذات يوم قام قياديون في الأرندي بتعنيف أمين عام الأرندي، أويحيى، وإنزاله بالقوة من المنصة في نزل الأروية الذهبية، ولولا نصرة الرئيس بوتفليقة له لكان أمره في خبر كان!العنف النضالي للأحزاب الحاكمة يجد صداه للعنف في ممارسة الحكم على صعيد ممارسة العنف في تشريع القوانين الصادرة للرأي العام، مثل طبع الأوراق النقدية وتمويل رجال أعمال، وبالتالي تحويل هذه الأموال إلى بورصة بور سعيد، وتعويم الدينار وقتل القدرة الشرائية للمواطنين بعنف لا مثيل له!وعندما يحتج المواطن في الصحة أو التربية، تمارس عليه السلطة سلطتها بواسطة العنف، أي استخدام هراوات السلطة!حتى الدين الذي من المفروض أن يمارس بطريقة تناهض العنف، أصبح هو الآخر يمارس به العنف.. والعراك الذي فتحته وزارة الدين بين المذاهب في عنف لفظي، أقله مأساة التكفير والتحويل والإخراج من الملة! هذا أيضا من العنف الذي يتسلل إلى الناس عبر المساجد ووسائل الإعلام، ويفعل فعلته في النفوس ويجتاح بعد ذلك حتى الملاعب!الحكومة تقول إنها تصدّر تجربتها إلى العالم في مكافحة العنف وفي دعم الوسطية، والحال أن البلاد تلتهب بالعنف في جل المناحي! فكيف تصدّر الوسطية والسلام ومكافحة الإرهاب الديني إلى الولايات المتحدة، ونحن لم نستطع أن نقنع شبابنا بضرورة وقف العنف في المدارس والجامعات والملاعب؟! الأكيد أن العنف سيتوقف في البلاد بالفعل إذا تخلت السلطة عن ممارسة العنف السياسي ضد المجتمع، سواء أكان ذلك العنف يمارس بالسياسة أو يمارس بالهراوات ضد السياسة وضد أي نوع من أنواع الاحتجاجات السلمية.. التطرف موجود في سلوك السلطة في ممارسة الحكم، وليس في المجتمع وحده؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات