الضياع!

يا سعد.. عمودك جلب السعد.. فكنت لسان من لا ناطق باسمهم، وسند من لا وتد يدعمهم، وبرلمانا حرا لمن لا منبر يوصل مطالبهم أو يزيل عنهم مظالمهم، فكشفت به مستورا مضنيا وأزلت بقلمك نيابة عن أبناء الجزائر العميقة أطنانا من الشكايات والآلام المغروسة التي لا بواك لها.. ليس إلا هما واحدا أرفعه عسى أن يقرأ هذه الكلمات من بيدهم الحل والعقد.. عن سكان الجنوب وانعدام الوسائل وسط الحرارة القاتلة المميتة أتحدث.لم تكن الحرارة المرتفعة يوما بالهم أبدا فتلك إرادة الله، لكن الهمّ والمشتكى من هؤلاء المسؤولين الذين اهتموا بطبقات الأرض وما دونها من ثروات فأزالوا الجبال وأبعدوا الكثبان وشقوا الطرقات ووفروا كل أسباب الراحة من أجل استكشافها واستخراجها بالحديد والنار، ولم تستفق ضمائرهم في أن يعدلوا فيهتموا بمن هو فوق الأرض حارس هذه النعم من الزوال الإنسان المعدوم.هل تعلم يا سعد ونحن في الذكرى السادسة والخمسين لعيد الاستقلال والشباب أنه:ليس في جنوبنا طرقات مزدوجة أو محترمة تخفف من حدة الحوادث المميتة اليومية القاتلة..هل تعلم أن أغلب المستشفيات منعدمة التخصصات أقرب إلى المستوصفات لا يضمن كثيرها الحد الأدنى من الخدمات الضرورية..لا حدائق اخضرار ولا أماكن تسلية تخفف عن العائلات حر المصيف..انقطاعات متتالية للكهرباء في عز الصيف وفي أوقات الذروة الحرارية..تقطع العائلات والأسر آلاف الأميال للاصطياف في الشواطئ ولا امتيازات في وسائل النقل.. يجتاز تلاميذ البكالوريا امتحاناتهم في أجواء حارة مميتة قاتلة ومع ذلك يلامون حينما يتذيلون الترتيب.. يا سعد هم لا تنقصهم زيارات الوزراء المناسباتية المشفوعة برقصات البارود ونغمات الأهليل بقدر ما يظنون خيرا بأن ترسم استراتيجيات تنموية واضحة مستدامة تحفظ للإنسان كرامته وتلبي مقتضيات الحد الأدنى من العيش الكريم.ولد الصديق ميلود/ تيميمون - أدرار  يا الميلود.. لا تثريب عليك، فبعض المسؤولين أفسد عقولهم الكوكايين فأصبحوا يحبون الاحتفالات في شوارع العاصمة من دون شعب..!وحتى المجاهدين القدامى والجدد لم يعودوا يحضرون هذه الاحتفالات فاستعاضوا عنهم في الاحتفالات في شوارع العاصمة بالسيارات القديمة! ويدفعون لمالكيها الملايين نظير الاحتفال بها؟!أقسم بالله أن الرئيس بوتفليقة، لو عاد به الزمن لسنوات قليلة ماضية، لقام بوضع هؤلاء، الذين يحتفلون بصورته تتقدم السيارات القديمة، في السجن للإساءة لشخصه!حكومة هذا هو حالها هل تنتظر منها يا الميلود أن تهتم بمعاناة أهل الجنوب؟[email protected]