+ -

ناصر بوضياف نجل الرئيس الراحل محمد بوضياف دعا الجزائريين إلى الالتفاف حول برنامج والده لإنقاذ الجزائر! وقدم ناصر نفسه حاملا لهذا المشروع الذي ورثه عن والده كما ورث أحجار مصنع الآجر في القنيطرة بالمغرب! أو هكذا يعتقد ناصر بوضياف.صحافة بائسة في الجزائر تعتبر مثل هذا الأمر جدير بالحديث عليه وإبرازه للرأي العام كنوع من أنواع البحث عن مخرج للجزائر مما هي فيه. فالبلاد تعيش على وقع صراع بين نظريتي التوريث وحق الشفعة!التوريث السياسي للمشاريع السياسية ليس عيبا في الحياة السياسية العالمية، فنحن نتذكر أن أنديرا غاندي ابنة الزعيم الهندي جواهر لال نهروورثت عن أبيها في الهند حزبا سياسيا ومشروعا سياسيا وصلت به إلى حكم الهند بعد أبيها بسنوات، والسيدة بنازير بوتو في باكستان ورثت عن أبيها بوتو أيضا حزبا سياسيا وبرنامجا سياسيا وصلت به إلى حكم باكستان. فلماذا لا يرث ناصر بوضياف عن أبيه ما يدعو الجزائريين إلى الالتفاف حوله؟لكن السؤال الذي يطرح: ما هو الحزب السياسي الذي تركه بوضياف للجزائر ولابنه؟ وما هو البرنامج السياسي الذي تركه بوضياف الأب لبوضياف الابن والذي يدعو الجزائريين إلى الالتفاف حوله لإنقاذ الجزائر؟ هل يدعو بوضياف ناصر إلى إعادة إحياء برنامج والده في نقل 30 ألف جزائري إلى وادي الناموس ورقان من أجل إنقاذ الجزائر، وأدت هذه العملية إلى زعزعة الأمن والاستقرار للجزائر طوال عشرية كاملة ذهب ضحيتها أكثر من 200 ألف قتيل و20 ألف مفقود و 25 مليار دولار من المؤسسات المحروقة.ما قاله بوضياف ناصر ونقلته صحافة بائسة على أنه فعل سياسي يمكن أن ينقذ الجزائر، يدل على مستوى التصحر الذي وصلته البلاد. وهي الحالة التي ثمنت الرداءة والهزال إلى حد أن كل واحد أصبح يرى في نفسه أنه يمكن أن يكون رئيسا للجزائر.وحسب هذا المنطق التصحري السياسي، لماذا لا نصدق عبد المؤمن خليفة عندما قال: بأنه وضع في السجن لأن الرئيس بوتفليقة يرى فيه خطرا عليه لخلافته في رئاسة الجمهورية؟! وهل كمال البوشي لا يقول نفس القول من أنه سجن لأنه أصبح له برنامجا ونفوذا يمكن أن يوصله إلى السلطة وهو الذي جند هذا العدد الهائل من الإطارات العاملة في السلطة.. في الأمن والعسكر والعدالة والإدارة والإعلام؟! فالبلاد فعلا في محنة لأن نظامها شاخ ولا يوجد البديل المقبول لإنقاذها.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات