+ -

تفسير رائع قدمه الإعلام الفرنسي لظاهرة الفرحة العارمة التي اجتاحت المجتمع الفرنسي بسبب الفوز بكأس العالم للمرة الثانية في التاريخ.. الفرنسيون قالوا إن فوز فرنسا بكأس العالم في 1998، والفرحة التي عمت البلاد آنذاك قد أدت إلى رفع معنويات الشعب الفرنسي وزيادة ثقته بنفسه، وهو ما أدى إلى أن السنوات التي تلت هذه الفرحة قد ارتفعت فيها خصوبة الفرنسيين في إنجاب الأطفال، فتضاعفت نسبة المواليد في فرنسا طوال السنوات الخمس التي تلت فرحة الفوز!حسب هذا التفسير الفرنسي لخصوبة الشعوب، فإن الشعب الجزائري الذي يعيش الإحباط تلو الإحباط، قد يأتي عليه حين من الدهر ويصبح عقيما..!إنجاب الأطفال في الجزائر قد تراجع هو الآخر مؤخرا، لكن التفسير الذي قدمه ديوان الإحصاء هو أن نسبة العنوسة هي المسؤولة عن تدهور خصوبة الجزائريين والجزائريات، وليس البؤس والقنوط، كما يذكر الفرنسيون.صحيح أن الأخبار التي تجتاح الجزائر لا تسد شهية الجزائريين للأكل فقط، بل تسد شهيتهم أيضا في الحياة ككل.. فالشاب الذي يرمي بنفسه في البحر لا ينتظر منه أن يتزوج وينجب الأطفال ويفرح، خاصة وهو يسمع أن ”البوشي” قد لوث النظام السياسي بأكمله من قادة الأمن إلى الوزراء إلى النواب إلى الولاة إلى المديرين وحتى رجال الإعلام ورجال الدين.لا أعتقد أن مواطنا سويا يعيش في الجزائر ويسمع بحكايات شكيب خليل والخليفة وعاشور عبد الرحمن والطريق السريع والكوكايين ومصانع السيارات وفضائح السكن والعمران، يسمع بكل ذلك ولا يصاب بالعقم الدائم!ولكي أعاون الحكومة في تحديد نسل الجزائريين الذي تسعى إليه جمعيات تنظيم الأسرة، أنشر الأمور التالية، التي تزيد في سد نفس الجزائريين، ليس في إنجاب الأطفال فقط، بل حتى في الأمل في الحياة.قال لي أحد المسؤولين إن رجل أعمال نافذا جدا، يعيّن وزراء ورجال المكتب السياسي في الأحزاب الحاكمة، قد عمد إلى أخذ قطعة أرض في بئر مراد رايس، من جهة حيدرة، بعد ترحيل السكان من طرف ولاية الجزائر، وعلى حساب الدولة، وسلمت الأرض للمعني ربما بالدينار الرمزي، ليمارس فيها الترقية العقارية ويبني برجا به أكثر من 20 طابقا! لكن الذي حصل أن المكان عبارة عن واد شيدت فيه القناة الرئيسية للصرف الصحي لسكان الغولف وحيدرة والأبيار وبن عكنون، وهي قناة رئيسية للصرف الصحي لا يمكن البناء بمحاذاتها ولا فوقها... لهذا عمل هذا النافذ على حمل وزارة الري التي بها ”لمشامشية” لتخصيص ميزانية لتحويل هذه القناة الضخمة عن المكان الذي يريد صاحبنا تشييد برجه فوقه، وقد تصل المبالغ لتحويل القناة إلى آلاف المليارات، وقد تجعل أنفاس الجزائر تختنق لسنوات.. وهذا غير مهم، لأن المهم هو أن يشيد صاحبنا برجه ولو على واد يمكن أن يؤدي سده إلى كارثة أكثر من كارثة باب الوادي ذات يوم!بلد فيه ”لمشامشية” في وزارة الري يتصارعون بـ”الزيڤوات”.. هل يمكن أن يجد فيه الشباب لذة الحياة وينجبون الأطفال؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات