+ -

مرة أخرى تتعامل السلطة مع حراك الجنوب بمنطق النعام، وترى أن ما يحدث في الجنوب هو مجرد احتجاج يمكن أن يعالج كالعادة بسياسة التعفن وأن تجاهل ما يحدث في الجنوب هو الحل المناسب للقضية.السلطة لم تسمع إلى مطالب الناس عندما كانوا يطالبونها بالرشادة السياسية والاقتصادية في التصرف في مال البحبوحة... فكانت السلطة تبذر الأموال على الفساد السياسي، زاعمة أنها على صواب وغيرها على باطل، حتى انتهت إلى ما انتهت إليه من غليان شعبي وعجز عام للسلطة عن مواجهة متاعب البلاد... وأصبحت البلاد مهددة بجدية اجتماعيا.السلطة أوصلت منطقة القبائل إلى ما وصلت إليه من مخاطر أصبحت تهدد مكاسب وطنية سقط من أجل تحقيقها ملايين الشهداء.. وهي اليوم تلعب نفس اللعبة مع الجنوب بكل أسف.لا يكفي تعيير حكومي ولا تغيير رئيس ولا حتى تغيير سياسة بل من الواجب لصون الوحدة الوطنية أن يتم تغيير هذه المنظومة السياسية التي أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه بتمكين الشعب من حقه في اختيار حكامه ونظامه السياسي ومراقبة رجال حكمه تعيينا ومحاسبة وعزلا.يجب إنهاء حالة بناء السلطة بالهف والتزوير السياسي وبالكذب، ويجب أن يقام نظام سياسي على أشلاء هذا النظام، ويبنى هذا النظام على مبدأ استرجاع الشعب لثروته المنهوبة... لا مصالحة مع الفساد وسكوت على من أوصل البلاد إلى هذه الوضعية، بل يجب ملاحقة هؤلاء بعدالة الشعب في الداخل وفي الخارج. فلا يمكن وقف الفساد وسوء تسيير البلاد إذا لم تتم القطيعة الكاملة مع الفساد في البلاد.ما يحدث في الجنوب من غليان ليس أعراض مرض سباق الرئاسيات كما تدعي السلطة، بل هو غضب اجتماعي جديد... ويخطئ من يعتقد أنه بإمكانه إجراء انتخابات مزورة لإنتاج نفس الوجوه.. فالشعب الذي قاطع الانتخابات التشريعية الماضية يمكن أن يتضاعف غضبه هذه المرة... والحكمة أن ينتبه من تبقى من مخلصين في البلاد إلى خطورة ما يحدث[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات