ناشر "الحاذق الصغير" يطلق النار على عيسى

+ -

أكد الأستاذ عبد المجيد رياش، صاحب دار النشر ابن الحفصي والمختص في ضبط وتصحيح المصاحف، لـ "الخبر" أنه لغاية أمس لم يتلق أي بلاغ أو بيان عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف حول تعليمة صادرة عن الوزارة تأمر أئمة المساجد ومعلمي المدارس القرآنية وما شابه بسحب ومنع تداول مصحف "الحاذق الصغير"، الذي تكفل بطباعه وتوزيعه للتداول في الجزائر منذ 2013، وأن ما ورد إليه جاء عبر وسائل الإعلام فقط.وأضاف صاحب دار النشر ابن الحفصي أنه في حال ثبت أن وزارة محمد عيسى أمرت بسحب المصحف المقصود، فهو يتساءل لماذا جاء في هذا الوقت بالذات؟ رغم أن مصحف "الحاذق الصغير" تم تداوله منذ 2013، وبالموافقة الأولية والنهائية لتداوله في الجزائر صادرة عن وزارة الشؤون الدينية، بعد أن تحصل على تصريح بالطباعة صدر عن الأزهر الشريف وقتها، وبعد استكمال كل الإجراءات في ذلك من قبل الجهات المسؤولة والوصية في الجزائر، ليكشف بأنه تفاجأ بأمر البلاغ الصادر في مختلف وسائل الإعلام.وأضاف بأنه لا يعرف عن أي نُسخة من مصحف "الحاذق الصغير" تقصد الوزارة، ليعود بالتأكيد أنه في حال تم رسميا إبلاغ أئمة المساجد ومعلمي القرآن بسحب هذا المصحف المذكور سلفا، فهو يعتبره حدثا جاء عقب تصريحاته الأخيرة حول تداول مصاحف غير صحيحة وخاطئة في الجزائر منذ الاستقلال في 1962 إلى يومنا هذا، وأنه اجتهد بمراجعتها وضبطها وتصويبها وكشف الأخطاء بها، والتي تصنف في 3 خانات: إما علمية أو منهجية أو فنية، وهي الأخطاء التي كان يتوجب عدم وقوعها، "لأن الأمر يخص كلام الله، وليس كلاما عاديا يخص كتب العلوم والأدب والفلسفة"، يقول، وأنه لطالما رفع بيانات على الوصاية يخطرها بورود أخطاء غير مسموحة، ولكن تم تجاهل نداءاته وملاحظاته دون تبرير.وقال المتحدث في هذا الصدد وهو المختص أيضا في كتابة وتصحيح المصاحف والتحويل من رواية إلى رواية، إن المصاحف الرسمية المطبوعة من قبل الجهات الرسمية الوصية، تحت إشراف الشؤون الدينية، تحتوي أخطاء غير مسموحة، الأمر الذي أدخل كلاما غريبا، وغير في مدلول بعض المعاني، وأن نداءاته بالتصويب وتدارك تلك الأخطاء لم تجد آذانا لدى الجهات الوصية.

"أخطاء في المصاحف الرسمية منذ الاستقلال"وأضاف الأستاذ عبد المجيد رياش لـ "الخبر" أنه حسب مراجعته للمصحف الرسمي، إن صح الوصف، وقف على 3 أنواع من الأخطاء والتي تضمنتها المصاحف منذ استقلال الجزائر في 1962، وهي حسبه في التصنيف: علمية ومنهجية وفنية، مفصلا "العلمية جاءت في سقوط كلمات وأحرف ونقاط أو زيادتها، وتبديل مواطن الأثمان والأرباع والأحزاب".أما المنهجية فهي تلك التي ظهرت في المدارس التي اعتمدتها الجهات الوصية، والخلط بين المدارس المعروفة والمشهورة بالمدرسة الأندلسية التي نعتمدها في مغربنا العربي، والكوفية، والمدرسة الثالثة إن صح التصنيف التي نجدها بين سكان شرق آسيا، ليفصل أن المصحف المطبوع في هذا الشأن من قبل الجهات الرسمية الوطنية تجده يتضمن مدرستين، والمفارقة أنك تجد هذه الجهات الوصية تدعي اتباع ما عليه العمل، أي الادعاء باتباع المدرسة الأندلسية خاصة دول المغرب العربي.وعن الخطأ الفني الثالث، قال الأستاذ عبد المجيد رياش إنه يتعلق بالأخطاء المطبعية والزخارف، ليعود بالتأكيد على أن هذه الأخطاء غيرت في جزئيات معاني الكلام ومدلوله، وأن طبعات مصاحف تم توزيعها في وقت سابق على حجاجنا ومساجدنا تضمنت أخطاء لا تغتفر إطلاقا، لأنها تخص كلام الله وليس البشر، وهو ما دفع به إلى مطالبة الوصاية في أكثر من مناسبة بالتعجيل في حفظ كتاب الله، في أنواعه الموجهة لفاقدي البصر أو المسموع أو المكتوب، وختم بأن المخاوف مستقبلا من "تهريب" مصاحف تتضمن أغلاطا قد تفسد المعنى وتحرفه.وعاد الأستاذ عبد المجيد رياش للتذكير بأنه سبق أن تم إبرام صفقة مع وزارة الشؤون الدينية لتداول مصحف برواية ورش من طريق الأصبهاني في 2014، وتم الترخيص له بالطبع والتوزيع، إلا أنه اكتشف ورود أخطاء جعلته يطالب بإلغاء الصفقة (كمية الصفقة زادت عن 20 ألف نسخة)، والتعهد وقتها بالتصحيح وتسليم نسخة سليمة، بالرغم من إقرار لجنة من المشايخ عن الجانبين بقبول النسخة والموافقة عليها، لكن "الخطأ في كلام الله غير مسموح، والوصاية حول هذه الصفقة على علم بكل التفاصيل، وكيف أخذت أبعادا وصلت إلى التحقيق الرسمي"، يختم المتحدث.وكانت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف قد أصدرت أول أمس تعليمات دعت فيها لسحب نسخ المصحف الشريف الموسومة "مصحف الحاذق الصغير" المتداولة في الجزائر، والتي ضبطها ونسقها عبد المجيد رياش، وبررت الوزارة ذلك بأنها تتضمن أخطاء.وبحسب بيان صادر عن الوزارة، فإن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف "تنبه إلى ورود أخطاء في هذا المصحف.. بعدما نشرته دار ابن الحفصي للطباعة والنشر لصاحبها عبد المجيد رياش".وطالبت الهيئة جميع أئمة المساجد، يضيف البيان، بسحبه من رفوف المصاحف، ودعت جميع أساتذة القرآن الكريم في المدارس القرآنية والزوايا إلى منع تداوله بين الطلاب، مشيرة إلى أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لدى جميع الجهات ذات الصلاحية لمنع هذا المصحف من التداول. كما قامت الوزارة بإجراءات خاصة لسحب رخصة طبع هذه النسخ.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات