+ -

 الطريقة التي تعالج بها الحكومة الجزائرية بعض القضايا الداخلية والخارجية تثير العجب! وتصيب العاقل بالكلب.!وزارة الداخلية حرشت المصطافين على بلطجية الشواطئ.. فقالت وزارة الداخلية: إن الشواطئ مجانية... ولم تقم وزارة الداخلية بواجبها في إنهاء حالة البلطجية في الشواطئ ضد المصطافين... بل قالت للمصطافين لا تدفعوا ثمن الشواطئ..! وفي هذه التصرفات ما يدل على أن السلطة هي التي أشعلت النار بين المصطافين وبلطجية الشواطئ... وعندما سقطت الأرواح بسبب تصرفات السلطة راحت وزارة الداخلية تقول إنها لاحقت المجرمين وقدمتهم للعدالة.. والحال أن المسؤولية عما حدث لا يتحملها البلطجية وحدهم بل تتحملها السلطة التي قامت بتحريش الشعب على بعضه البعض..! فإذا كان النشاط الذي يقوم به هؤلاء البلطجية غير شرعي وخارج القانون، فلماذا لا تقوم السلطة بالتصرف مع هؤلاء في ملاحقتهم بالقانون وتترك المواطن هو الذي يواجههم؟! كان من الواجب أن تلاحق العدالة الحكومة وتحملها مسؤولية موت الشاب زبير في بجاية بنفس درجة الفاعلين؟!الأمر الثاني يتعلق أيضا بالسياسة الخارجية... فالهوشة بين كندا والعربية السعودية حول حقوق الإنسان لا تهم الجزائر من قريب أو من بعيد، فلماذا تعمد الحكومة الجزائرية إلى مناصرة السعودية ضد كندا؟! وهل الجزائر في مستوى يسمح لها بأن تعلم كندا ما يجب فعله في سياستها الخارجية؟! ولماذا لم تقم السعودية بالفعل نفسه عندما قامت دول أوروبية بجذب أذن الجزائر في مسائل حقوق الإنسان والحريات النقابية؟! وهل وجود علاقات أخوية جيدة بين الجزائر والعربية السعودية يعد مبررا كافيا للجرائر لأن تقف مع السعودية ضد كندا في قضية ثنائية لا علاقة لها بالجزائر؟!وقياسا على هذا فلماذا لا تقف الجزائر مع السعودية ضد قطر عملا بقضية العلاقات الأخوية؟! أم أن قاعدة العديد لا تسمح بالأخوية الجزائرية السعودية أن تخرب في قطر؟!وهل الموقف الجزائري الغريب من الأزمة السعودية الكندية سببه قضايا داخلية جزائرية تأمل الجزائر من خلال هذا الموقف أن تتخذ السعودية موقفا لصالح النظام القائم؟! ألهذا الحد أصبحت الجزائر رهينة لدى الرياض بصورة ألعن من ارتهانها إلى باريس وواشنطن؟! أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد شطحة ديبلوماسية وسوء تقدير من سلطة تائهة لا تعرف ما تفعل في الداخل والخارج؟!إنني تعبان وتزيدني هذه التصرفات هما وغما؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات