+ -

 الشيخ حسن نصر الله، رئيس حزب الله في لبنان قال في قناة الميادين “إن المقاومة اللبنانية أقوى من جيش إسرائيل”! كلام كهذا يذكرنا لهجة المصريين في الخمسينات عندما كانوا يقولون إن الجيش المصري أقوى جيش في المنطقة وأنه سيقذف بإسرائيل في البحر! وكانت إسرائيل القوية فعلا بجيشها تتمسكن وتعلن بأنها محڤورة وسيرمى بها في البحر! من طرف جيش العربان الأقوياء.. والذين يعلنون بأنهم يملكون صواريخ “القاهر والظافر”، فخر الصناعة الحربية المصرية! لكن عندما جاءت ساعة الحسم كسرت إسرائيل كل ما يملكه العرب من سلاح على الأرض، ولم تطلق طلقة واحدة ضد إسرائيل في 5 جوان 1967، وأخذ اليهود كل سيناء والجولان والقدس في ساعات، حتى أن عدد الذين ماتوا من العرب في اجتياح إسرائيل للقدس لم يتجاوز عدد الموتى في حادث مرور! (15 فردا فقط)! وقال عبد الناصر آنذاك إن الجيش المصري أصيب بسكتة دماغية، فقال له بومدين كان عليك أن تسكت رأسك بحبة رصاص وليس باستقالة من الحكم.في 1978 سمعت المرحوم عرفات في ندوة صحفية عقدها في فندق هافانا ليبر، سمعته يقول للصحافيين من أمريكا اللاتينية “إن المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان أصبحت قوة تهدد أمن إسرائيل بجدية”! فقالت لي صحفية بوليفية متعاطفة مع القضية الفلسطينية: “هذا الذي يقوله عرفات هو عينه الذي يقوله المسؤولون اليهود للأمريكان لدفعهم إلى زيادة منسوب تزويدهم بالسلاح والمال”! فلماذا يقول عرفات هذا الكلام الذي يؤكد ما يقوله اليهود؟! وإذا كانت المقاومة في جنوب لبنان قادرة فعلا على تهديد أمن إسرائيل ووجودها، فلماذا لا يقدم عرفات على استعمال هذه القوة وتحرير وطنه؟!نفس السؤال يطرح اليوم على حسن نصر الله، إذا كانت المقاومة في لبنان أقوى من الجيش الإسرائيلي فماذا تنتظرون لتحرير فلسطين؟!أغلب الظن أن ما يقوله نصر الله لا يختلف عما كان يقوله المشير عبد الحكيم عامر في مصر في الستينيات، وما كان يقوله صدام حسين في بغداد في بداية التسعينيات، وأنتم تعرفون النتيجة.في ماي 1982 قابلت المرحوم الشيخ حسين نصر فقال لي كلاما نشرته في صحيفة “الشعب” آنذاك، قال لي نحن في الشرق الأوسط يجب أن نتعلم منكم أنتم في الجزائر طريقة إدارتكم للصراع مع فرنسا القوة الرابعة في العالم آنذاك.. إذ كان الثوار الجزائريون يلحقون ضرباتهم الموجعة للقوة الفرنسية، لكن كل النشاط الإعلامي للثورة الجزائرية يتجه إلى التركيز على ظلم الاستعمار للشعب الجزائري وقمعه! لذلك قال حسين نصر الله رحمه الله إن الجزائريين هم أحسن من طبق مفهوم الجهاد كما جاء مع الصحابة في صدر الإسلام. فهل من مذّكّره!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات