اشنقوا الزاوي بأمعاء جهال المساجد؟!

+ -

 بعض أئمة المساجد في الجزائر خصصوا خطبة الجمعة الماضية ”لتكفير” الكاتب الروائي أمين الزاوية لأنه تجرأ وقال: إن ممارسة الجزائريين لسنّة الأضحية في العيد بطريقة لا تحترم شروط النظافة هو تخلف في طريقة ممارسة الدين.! وقال أيضا: ”لهذه الأسباب أحب أن يكون بلدي كافرا”... وعدد المزايا التي تتواجد في بلاد الكفار ولا تتواجد في بلاد المسلمين، وهي بالأساس مزايا إسلامية.!

الزاوي المسكين تحول إلى كبش العيد تم نحره على منابر بعض الأئمة الجهلة في خطبة الجمعة، مع أن الرجل لم يقل شيئا يستحق أن تخطب عليه خطبة الجمعة، فالرجل أعاد قول ما قاله قبله الإمامان جمال الدين الأفغاني ومحمد عبدو قبل 150 سنة. فقد قال الإمام جمال الدين الأفغاني إثر زيارته لباريس ”إنني وجدت في بلاد الكفار إسلاما ولم أجد المسلمين، وعدت إلى بلاد العرب فوجدت المسلمين ولم أجد الإسلام.! أليس ما قاله الزاوي هو عينه ما قاله الأفغاني ومحمد عبدو.! والزاوي قال ما قاله الأفغاني بمفردات اليوم.! ما معنى قول الأفغاني في بلاد المسلمين يوجد مسلمون ولا يوجد الإسلام؟! أليس هذا أقوى مما قاله الزاوي.. أليس هو أساس نظرية التكفير؟! فلماذا لا يعاب على الإمام الأفغاني هذا الكلام ويعاب على الزاوي الذي ردده دون أن يذكر مصدره؟! هل قرأ هؤلاء الأئمة ما قاله الأفغاني وعبدو في هذا الموضوع أم أن هؤلاء لا يقرأون سوى تعليمات الوزير الشيخ عيسى الذي يدعوهم إلى مهاجمة الناس من على المنابر، مثل الزاوي الذي ندد بالمظاهر التي تؤدي إلى ظهور الكوليرا التي تفتك بالشعب الجزائري! هل الأفغاني وعبدو وابن باديس كانوا علمانيين عندما أثاروا هذه المسائل؟!نعم حان الوقت لأن نتجاوز المطلب الدستوري الذي يقول بتحرير المسجد من الاستعمال السياسي إلى مطلب آخر أعمق وهو المطالبة بتحرير المسجد من الجهل والجهلاء.! ومسلمي الكوليرا الدينية؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات