ساعة الاختباء وراء الرئيس؟

+ -

لست أدري هل يدرك وزير الصحة معنى ما قاله من ان الرئيس بوتفليقة بتصل به يوميا ليطلعه على تطورات مرض الكوليرا !لو كان الوزير يعرف معنى ما يقول لقال أنه يتصل يوميا بالرئيس بوتفليقة لإطلاعه عما يقوم به الوزير لمواجهة المرض! أم أن يقول الوزير بأن الرئيس يتصل به يوميا لطلبمعرفة ما يقوم به الوزير فذاك يعني أن الوزير لا يقوم بدوره وأن الرئيس هو الوزير في النهاية ! وهذه في حد ذاتها سبه للوزير وللرئيس معا سبه للوزير بأنه لا يقوم بدوره إلا بمهماز الرئيس وسبه للرئيس لأنه يقدم من طرف الوزير على انه هو المسؤول عن انتشار الكوليرا في البلاد باعتبار هو المسؤول عن متابعة الأمور بصفة مباشرةكل الناس تساءلت عن المعنى والمغزى من ادخال الوزير للرئيس في موضوع متابعة عمليات مواجهة داء الكوليرا هل الأمر له علاقة بالفراغ الذي تعشيه الحكومة باعتبار ان مجلس الحكومة لم يجتمع ولم يصدر عنه بلاغا أو خبرا يخص الموضوع رغم مرور قرابة الاسبوع عن ظهور الوباء وحتى الوزير نفسه لم يظهر طوال هذه المدة التي كان فيها على اتصال بالرئيس وكان من المفروض على هذا الوزير أن يتحدث عن اتصالة هو والحكومة بوقائع مواجهة الأمر في الميدان وليس الاتصال بالرئيس؟!واذا كان الرئيس هو الذي يتابع شخصيا حتى وقائع مواجهة داء الكوليرا فماذا يفعل الوزراء والحكومة والولاة ؟!البلاد تعاني فعلا من هملة اعلامية رهيبة ووزراء الحكومة كلما تحدثوا للرأي العام احدثوا كارثة في سمعة الحكومة والوزراء لأنهم لا يتحكمون في تقنيات ما يقدمون به خطابهم للرأي العامفهم يتحدثون للرأي العام كما يتحدثون لمرؤوسهم في الوزارات والولايات ولهذا تتم مثل هذه الكوارث في الرأي العام !فمثلا ما هي الفائدة الإعلامية التي يجنبها المواطن من حديث الوزير عن علاقته بالرئيس ؟!غير الاستنتاج المنطقي بأن الوزير يريد أن يختبئ خلف الرئيس لابعاد مسئولية التقصير عنه وعن الحكومة من خلال تخويف الناس بأن انتعاد*** اداء الحكومة والوزارء في معالجة الوضع هو انتقاد للرئيس والذي يتراس بصورة مباشرة مع الوزير قيادة هذه العمليات ؟! والهدف في النهاية هو طمس المسؤولية والمحاسبة عما وقع بتعليق كل شيء في راس الرئيس والذي يتابع العملية بقي فقط أن يقول لنا هؤلاء بأن الرئيس هو المسؤول عن التقصير في تنظيف المياه وبالتالي ظهور وباء الكوليرا والأكيد أن الكوليرا لم تصب المواطنين فقط بل اصايت المسؤولين ايضا بالكوليرا السياسية !

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات