+ -

 ”مصارن” الحكومة تتخبط بفعل أوجاع الكوليرا.! والوزراء يتقيأون تصريحات تشبه ما تجود به أعراض الكوليرا على المصابين.!البداية كانت بتصريحات عرجاء جاءت على لسان مدير الأوبئة بوزارة الصحة، حين قال إن الحكومة تمارس الشجاعة عندما تعلن عن وجود الكوليرا في عاصمة البلاد.! وقدم هذا المدير الوزارة والحكومة بصورة التي تلد اللقيط وتعلن عنه للناس بكل شجاعة.! وأي شجاعة.!ثم جاءت حكاية الكوليرا التي مصدرها منبع ماء له رخصة توزيع هذا الماء على المستوى الوطني.! وأعلنوا ذلك دون أن يحس هؤلاء بأنهم يقولون إن الحكومة تتواطأ مع تجار المياه في تسميم الشعب بلا مسؤولية؟! وزيادة على ذلك، قال الوزير إن الرئيس يتابع الموضوع.! ولم يقل لنا من يتحمل المسؤولية في توزيع مياه هذا المنبع. وقدم الموضوع للرأي العام على أنه حالة مقصودة مثل حالة الكوكايين.. ووجه الشبه بين الاثنين أنه لا يوجد مسؤول عما وقع. فهل يكون صاحب منبع سيدي الكبير هو البوشي في حكاية الكوكايين ؟!والأغرب من هذا هو أن الحكومة، عبر المصالح الخاصة بوزارة الصحة، تقوم كل يوم بتقديم حصيلة جديدة للمصابين، بدأت بـ 20 مصابا ووصلت إلى (161) مصابا. وكأن الوزارة والحكومة التي تجندت للموضوع، تقوم بتنمية هذه الأوبئة وليس محاصرتها ؟! وعندما يعرف الرأي العام الوطني أن الحكومة لا تتحكم في الوضع، لابد أن يسود الهلع والارتباك، وينعكس ذلك على الحياة العادية فتتعطل. فالحكومة هي التي قالت إن الأمر له علاقة بالدلاع والخضر والفواكه، وهو ما أدى إلى كارثة اقتصادية دفع ثمنها التجار والفلاحون الصغار ؟! ثم عادت الحكومة تنفي عن الخضر المسؤولية، ولكن الأضرار تمت ولم يعد أي واحد يصدق ما تقوله الحكومة ؟!وسوء التسيير في علاج الأزمة ومحاصرتها والتعاطي الإعلامي الخاطئ مع القضية هو الذي أدى إلى زيادة البلبلة والتوتر، وهو ما انعكس على سمعة البلاد، فقامت كل من فرنسا وليبيا وتونس والمغرب بدعوة رعاياها للاحتياط من التعامل مع الجزائر، الكوليرا والجزائريين.! والحمد لله أن سويسرا لم توقف الطائرة الرئاسية الجزائرية في مطار جنيف بسبب الكوليرا وتركتها تعود إلى الوطن من دون الرئيس.!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات