+ -

 لا أكاد أصدق ما يقوله رئيس حركة حمس بخصوص موقع حمس من الرئاسيات القادمة.مقري يرشح نفسه باسم حمس للرئاسيات، هذا حقه! ولكنه يرشح نفسه باسم المعارضة إذا وافقت عليه، وهذا حقه..! ولكن يرشح نفسه باسم التحالف السلطوي إذا وافقت السلطة على إعطائه حصته من الكعكة السياسية فهذا ما ليس من حقه ولا يقبله عقل سينمائي كسيناريو.نعم، الدكتور مقري يمكن أن يكون أرنبا للسلطة ويمكن أن يكون خرنقا لحزبه في الرئاسيات القادمة.. ويمكن أن يكون ”جلابا” للمعارضة في سوق الرئاسيات القادمة.. ولكنه في جميع الحالات سيتصرف كتاجر وليس كسياسي.!الغريب في الأمر أن الحزبيات الإسلامية هي التي سارعت إلى الموافقة غير المشروطة على مرشح الإجماع الذي ستختاره السلطة إذا سقطت العهدة الخامسة في الماء.!والمصيبة أن هؤلاء يبحثون عن الإجماع حول شخص السلطة ولا يهمهم البرنامج الذي سيحمله هذا المرشح.! حتى ولو كان البرنامج هو عهدة خامسة من دون بوتفليقة!الواقع يقول إن الأحزاب الإسلامية الجزائرية لم تعد حتى بديلا للإنقاذ المحل على المستوى الإيديولوجي الديني، فما بالك أن تكون بديلا للسلطة..! وهذه المسألة تعرفها السلطة جيدا ولهذا تتعامل مع هذه الأحزاب كوكلاء وليس كأحزاب سياسية.. ولم تعد السلطة قادرة حتى على إعطاء هؤلاء الفتات لقاء مواقفهم السياسية المخزية.! فلم يعد هؤلاء لهم القدرة حتى على جمع الانتهازيين الذين يعتاشون من الفكرة الإسلامية.. ولم يعد نوابهم في البرلمان لهم القدرة حتى على قول ما كانوا يقولونه في نقد السلطة في البرلمان بسبب انغماس هؤلاء في الفساد.!الأحزاب الإسلامية في البرلمان أصبح حالهم أسوأ من حال أحزاب الحكم فيما يتعلق بالمواقف مما يقع في البلاد سواء على مستوى مناقشة برامج الحكومة المقدمة للبرلمان أو على مستوى ممارسة الإزعاج للحكومة.!حتى الدور التمثيلي في البرلمان لم يعد باستطاعة هؤلاء القيام به بصورة سينمائية سياسية، وامتدت الآن الحالة إلى حالة الأحزاب نفسها وعلاقتها بمناضليها والشعب.. والجميع يعرف هذه الحقيقة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات