+ -

 شدني جدال في نقطة نظام لسعد بوعقبة حول أحقية قول: اتحاد المغرب العربي أو اتحاد المغرب الأمازيغي، بين شاب جزائري يحس أنه أمازيغي وآخر يحس أنه عربي.لما خلق الله آدم، عليه السلام، خصه بمكان واحد على الأرض، وبحكمته أن وزع أحفاد آدم على بقية الأرض، وميز كل شخص بخصوصية تلك المنطقة التي أرسله الله إليها، ومنها الأرض الأمازيغية، خلق فيها إنسانا مختلفا عن العربي والهندي والأوروبي، لكل مميزاته، نعم أقولها أرض أمازيغية، ومن هنا نقول عن شمال إفريقيا بلاد الأمازيغ واتحاد المغرب الأمازيغي. وإثباتا لذلك، لما فتح المسلمون إسبانيا أسموها الأندلس، لأنها احتلت ولم تفتح، لو فتحت فقط لأحس شعبها أنه أوروبي حر يتجه إلى الإسلام وهو الذي لم يحصل، فهناك أمازيغ وعرب بإسبانيا فذابوا وأصبحوا أوروبيين في تفكيرهم وفي تصرفاتهم، أما نحن الأمازيغ يريد العرب المستعربون أن نتخلى عن موروثنا وعاداتنا وثقافتنا التي مكنها إيانا الله عز وجل بحكمته، وبحجة الإسلام ولغة القرآن، نعم أقولها بصوت عال، الأمازيغ الأحرار اختاروا الإسلام عن قناعة، واختاروا لغة القرآن عن قناعة، لكن لم نختر أن نغير أصولنا من الأمازيغ إلى العرب، نحن أمازيغ أحرار في تصرفاتنا ولغتنا الأمازيغية، وفي تفكيرنا، وحتى في جهلنا وتهورنا، ولن نغير أصولنا مهما صاح العرب، (هنا لا أقصد الفاتحين الذين جلبوا لنا الإسلام بصدق حتى نعتنقه ويتركونا في حالنا) الذين جاءوا بنية أخذ خيرة الأراضي وخيرة النساء واستعباد الأمازيغي الحر بحجة الإسلام، من يريد مجادلة عروبة بلاد الأمازيغ فليجادل الله عز وجل الذي خلقها أمازيغية، ولم يخلقها يوما عربية، أما اللغة العربية فهي لغة القرآن، ونحن الأمازيغ نعتز بها ولنا الشرف أننا تعلمناها وأتقناها أحسن حتى من العرب أنفسهم. أما الإسلام، فالأمازيغ أهل ديانات، ولم نكن يوما أهل وثنية وإلحاد، حتى قبل مجيء الإسلام، أما الجزائريون الذين يحسون أن أصولهم عربية فعليهم أن يحترموا الأرض التي اغتصبها أجدادهم بالقوة، بحجة الإسلام والعروبة، وعليهم الذوبان في الجزائر وأن يتعلموا لهجة من لهجات اللغة الأمازيغية، وأن ينسوا الحنين إلى أن أصول الجزائر عربية، وإن أرادوا ذلك فما على العرب إلا أن يقضوا على آخر أمازيغي حتى يبقوا هم ويضموا هذه الأرض إلى بلاد العرب، لكن هيهات فهذه مشيئة الله، لم ولن يستطيع العرب أو فئة أخرى أن يقضوا على الأمازيغ، وسوف يأتي يوم ويتحرر المغربي من الركوع للعربي، أهذا هو الإسلام الذي جاء به الفاتحون، حتى يستعبدوا الأحرار؟

أما اتهام بعض من عرب الجزائر للشباب الجزائري الواعي الذي يتحدث عن أمازيغية شمال إفريقيا أنه خطر على الجزائر، أقولها أنتم الذين زرعتم فينا الخذول والانبطاح، والانحطاط والركوع لغير الله، واعتبار الحكام في منزلة أرقى من البشر، فالأمازيغي الحر لم ولن يرضى بالهوان، لأن الله عز وجل خلق فينا نحن الأمازيغ جينات ثائرة وحرة، لن يستطيع عربي ولا جنس آخر أن ينزعها منا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات