+ -

آخر إبداعات الرداءة في تصريحات قيادة الأفالان قول ولد عباس ”إن محاربة الفساد كان أهم مطلب في بيان أول نوفمبر”! والحمد لله أن ولد عباس لم يقل إنه هو من حرّر بيان أول نوفمبر ولم ينشره، والذي نُشر هو البيان المزيّف الذي ليس فيه أن محاربة الفساد أولوية الأولويات للثورة!لو قال ولد عباس إن ورود أولوية محاربة الفساد في بيان أول نوفمبر جاء لأن محرريه كانوا يتنبئون بوصول أمثاله إلى قيادة الأفالان والبلاد بعد 60 سنة، وتوقعوا فسادهم والفساد المستشري، لو قال ذلك لقدرناه، أما أن يقول إن بيان أول نوفمبر وضع أولوية لمحاربة الفساد في الدولة قبل ميلاد الدولة فذاك هو العته السياسي بعينه!ولد عباس مثل عموم المعتوهين سياسيا الذي يحيطون بالرئيس بوتفليقة هذه الأيام ويعتقدون بأن العهدة الخامسة يمكن أن تنجز بنجاح إذا ما رفعت شعار محاربة الفساد في السلطة مكان شعار برنامج الرئيس الذي لم يعد له وجود بفعل الفساد من جهة، ونفاد موارد البلاد من جهة أخرى.. وأن تشييد البلاد بشعار محاربة الفساد في برنامج رئاسي يمتد لـ20 سنة قادمة في إطار الاستمرارية التي يدعو إليها هؤلاء!لا توجد سلطة في العالم تعترف بوجود فساد على نطاق واسع في أجهزة الدولة وتقوم هذه السلطة بتصفية رموز هذا الفساد في أعلى المناصب القيادية للسلطة، وفي نفس الوقت لا تقوم هذه السلطة بتغيير السياسة والبرامج التي أوصلت البلاد إلى هذا الفساد!المهم ليس تغيير الرجال الفاسدين بل المهم هو تغيير برنامج النظام! من يحارب ثمار الفساد دون محاربة الأشجار التي تثمره هو كمن يداوي الكوليرا بشرب الماء الآسن!شيء واحد إيجابي فيما يحدث في هرم السلطة هذه الأيام من جلد للذات وإدانة للنفس والخروج إلى الناس عراة من طرف الفاسدين، هو هذا التحطيم الكاسح لكل ما هو قائم من مظاهر الدولة، ومن ثمَّ تهيئة الظروف لميلاد نظام جديد يُبنى على أنقاض المؤسسات الدستورية القصديرية التي شيدها هذا النظام طوال 60 سنة! تحطيم كل شيء بهذه الطريقة يمكن أن يكون أمرا إيجابيا لإعادة بناء شيء جديد قد يكون صالحا هذه المرة.. إفساد الفساد لنفسه شيء إيجابي.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات