+ -

يا سيدي، أنا من متتبعي عمودك اليومي، وأحترمك كثيرا على نزاهتك وشجاعتك. أنا مجرد كتكوت فقلت ألجأ إلى السردوك حتى يسمع صياحي. لدينا هذه الأيام “هوشة” حول مساواة المرأة بالرجل فيما يخص الميراث. حتى لا أطيل، الحل بسيط في نظري: الميراث من أمور الشريعة، والشريعة لا يجب أن نلزم بها من هم لها كارهون، لأننا في عصر العولمة والمواطنة وحرية التعبير والمعتقد والإنسان.. وكل هذه الحريات تقتضي أن نحترم الآخر، ولهذا يكون من الأصوب إدراج في الحالة المدنية عبارة “مسلم” أو “غير مسلم”، وهذا بمحض إرادة الشخص حتى لا نلزم المسلم أن يكون غير مسلم، ولا غير المسلم أن يكون مسلما، وهكذا عندما يريد الموثق مثلا تقسيم التركة يقسمها حسب الشريعة، إذا كانت بيانات المتوفى تحمل عبارة “مسلم”، ويقسمها كيف ما شاء صاحبها إذا كانت بياناته تحمل عبارة “غير مسلم”. فالحريات تقتضي أن تقسم التركات حسب انتماء الشخص، وهكذا في كل الأحوال الشخصية (في الزواج، الطلاق، الدية..). كنا منذ سنوات سمعنا أن إحدى السيدات الناشطات طلبت من وزير أول فرنسي خلال زيارته إلى الجزائر، أن يتدخل من أجل اعتماد تعدد الأزواج بالنسبة للنساء، كما هو الحال بالنسبة للرجال في تعدد الزوجات. إن كان قد كتب في شهادة ميلاد هذه السيدة “غير مسلمة” فلن يكون هناك حرج في أن تعدد الأزواج، هي ومن يؤمن بهذا، لأن ضابط الحالة المدنية يكون مجبرا على احترام رغبتها في تعدد الأزواج، لأن الأمر يكون دستوريا مضمونا، لأن الدستور يكفل الحريات، خاصة حرية النشطاء، لأنهم يدافعون عن حقوقهم. أما حق سلسبيل وأخواتها وإخوانها من الأطفال الذين اغتصبوا ورميت أشلاؤهم، فحقوق الإنسان لن تضمن لهم حقوقهم، بل عمدت إلى هضمها، ونصرت الجاني بدعوى الحقوق. فيجب أن نفكر بجد لجعل حد لكل هذا.رويسات عبد الناصر

 شيء غريب فعلا ما يحدث هذه الأيام في الحالة السياسية في البلاد.. البلاد تغرق في الفساد وأوحال الرداءة وسوء التسيير وأمراض الكوكايين والكوليرا والجذري والبوحمرون والسرطان.. وأحزاب المعارضة في برلمان العار، مثل الأرسيدي وحمس، يتصارعون حول مساواة المرأة بالرجل في الميراث! لو قال هؤلاء مساواة بين المرأة والرجل في توزيع الفقر والاستبداد والأمراض والجهل لقلنا لهم مرحى! هل المطروح اليوم على الأمة هو وقف الفقر والاستبداد أم توزيعه بعدالة على المرأة والرجل! لماذا يطرح هؤلاء على الأمة أشياء ليست مطروحة، من يمنع أي موروث أن يوزع لورثته ثروته كما يشاء؟! هل الشرع يمنع ذلك! ولماذا يتحدث الناس في هذا الموضوع في حين يسكتون عن المسألة الأساسية وهي أن الرجل والمرأة ضحايا بالتساوي لتوزيع الفقر والجهل والمرض والاستبداد؟! المرأة والرجل يعانيان من العبودية الجماعية للحكام ولا يعانيان من سوء توزيع الميراث؟!هؤلاء يطرحون على الأمة قضايا كمالية في الوقت الحاضر أصبحت بفعل التطور الاجتماعي من الماضي.. كم عدد الذين يمارسون تعدد الزوجات الآن حتى نجعله مشكلة؟! لماذا نطرح أشياء الماضي لتعليب المستقبل؟! تطور البلد يمر بوقف المثلية السياسية وليس المثلية الجنسية.. الأرسيدي وحمس يختلفان في موضوع الميراث ولا يختلفان حول وجود أمثال الأرندي والأفالان في البرلمان والحكومة بالأغلبية.. فلا فرق بينهما سياسيا؟البلاد تغرق وأحزاب البؤس السياسي المعارضة تمارس التيه السياسي بالضياع في القضايا الهامشية، كتحرير المرأة من الرجل وليس تحرير الاثنين من استبداد الحكام وظلمهم، ولهذا يقول زبانية الاستبداد في السلطة لهؤلاء الأحزاب: يحيا العدل في توزيع الفقر والظلم والاستبداد بعدالة على الرجل والمرأة؟يا أحزاب البؤس ابقوا في نضالكم عند علاقة الرجل بالمرأة، وعند توزيع الميراث حتى يجرفكم السيل مثلما يحدث في الولايات المنكوبة؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات