كل ما في البلاد أخرس وينطق باسمه؟!

+ -

يمكن أن نبتلع فكرة أن نواب البرلمان تحت قيادة ولد عباس قد تحركوا ضد بوحجة نصرة للرئيس بوتفليقة في تولي عهدة خامسة، ويمكن أن نبتلع أيضا فكرة أن أوبك قد أكرمت الرئيس بوتفليقة بالفعل، لأنه بذل جهودا مضنية أعادت الحياة إلى المنظمة وبالتالي ارتفعت أسعار النفط من جديد!ويمكن أن نتفهم فكرة أن السعودية التي كانت وراء حكاية زيادة الإنتاج في أوبك وبالتالي تدهور الأسعار يمكن أن تسبح عكس التيار الذي تقود وتكرم الرئيس بوتفليقة على معاكستها في أوبك بالدعوة إلى خفض الإنتاج، وبالتالي زيادة الأسعار! يمكن أن نتفهم ذلك لأن العقل العربي والعقل الجزائري أصبحا يتقبلان ما لا يتقبله عقل سليم!لكن كيف يمكن أن نتفهم أن الرئيس بوتفليقة يقود حكومة تطبق برنامجه الاقتصادي وخاصة في مجال الفلاحة وينتهي تنفيذ الحكومة لبرنامج الرئيس إلى الفشل الذريع! ويعترف الناس به في تيزي وزو، حيث يجتمع المبدعون في الحقل الفلاحي لتكريم مبدع في هذا المجال ولا يجدون أي مبدع يمكن أن يحصل على تكريم في هذا المجال، وتحجب الجائزة لعدم وجود المكرّم الذي يرقى إلى مستوى الجائزة! ولكن عبقرية المشاركين في الإبداع “الشيتاوي” قرروا منح الجائزة إلى رئيس الجمهورية تكريما له على الجهود التي بذلها في ترقية الفلاحة والتي انتهت إلى عدم وجود مبدع واحد في مجال الفلاحة في هذا المعرض يستحق التكريم، فقرر المشاركون تكريم الرئيس؟!هذا التكريم للرئيس من طرف وزير الفلاحة وعصابته في تيزي وزو لا يشبهه في الطرافة سوى ما قام به مجموعة من الحراڤة في عرض مياه عنابة عندما رفعوا يافطة فوق قارب الحراڤة كتب عليها “تحت الرعاية السامية للرئيس”!حتى الولاة الذين نصبوا مؤخرا كلهم عبروا عن أبوية الرئيس لهم؟!الشعب الجزائري المسكين يتمنى أن ينطق الرئيس في المحافل الدولية باسمه، لكن المسؤولين في الجزائر جعلوا كل ما في البلاد ينطق باسم الرئيس وينشط تحت الرعاية السامية له، الإنسان والحيوان والحجر والشجر.. الكل يسبح بحمد الرئيس على لسان المسؤولين.. ويتساءل الرأي العام ماذا يفيد تسبيح المسؤولين باسم الرئيس في كل مناحي الحياة، حتى تلك التي يأتي التسبيح باسمه فيها إساءة له؟! إنها الرداءة حتى في مجال “الشيتة”، حتى أصبح كل ما في البلاد أخرس وينطق باسمه؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات