+ -

وصلتني رسالة من عموم عمال المحطة الجهوية للتلفزة الجزائرية، تتحدث عن مظاهر سوء التسيير في هذه المحطة من طرف مسؤول المحطة بقي 17 سنة كاملة في منصبه!الزملاء في هذه المحطة استنجدوا بهذا الركن للإبلاغ عن الكوارث التي تحدث في التلفزة الجزائرية، وخاصة المحطات الجهوية، بسبب سوء التسيير والرداءة والتعسف في استخدام السلطة.شخصيا تعجبت مما قام به الزملاء في التلفزة، لأنه من المفروض أن أستنجد بهم أنا وليس العكس... فالتلفزة كوسيلة إعلامية قوة ضاربة في محاربة الفساد والرداءة وسوء التسيير تساعد الحكومة على كشف هذه النقائص ومحاربتها، ولا يصل الحال بالتلفزة لأن يشتكي عمالها وصحافيوها إلى غيرهم. على رأي المثل الشعبي الشهير: “دار النجار بلا مغارف”.كلنا يتذكر ما قامت به محطة قسنطينة وتحديدا صحافيوها في كشف ما يحدث في قسم الولادة في مستشفى قسنطينة، وكلنا يعرف الدور الذي لعبه هذا التحقيق في تحسين الأوضاع الصحية في المستشفى وحتى على المستوى الوطني.. مثل ذلك العمل الذي قامت به المحطة وصحافيوها هو في صميم رسالة المؤسسة الإعلامية العمومية، وليس المؤسسة الإعلامية الحكومية التي يعشش فيها الفساد والرداءة وتحارب فيها النقابة والتنظيمات المهنية للصحافيين والعمال.لو توضع المؤسسات الإعلامية العمومية التلفزية في يد من يحسن أداء مهنة الإعلام، سواء على مستوى المحطات الجهوية أو الإدارة المركزية، فإنها دون شك ستكون قنوات مهمة في مساعدة السلطة والحكومة والمجتمع ككل في محاصرة الفساد والرداءة، وتحسين أداء التسيير العام للبلاد، سواء على المستوى المحلي أو الوطني. وهذا لا ينقص من قيمة السلطة أو الحكومة، بل يقويها... لكن الحكومة هي نفسها في حاجة إلى إصلاح لتفهم بأن الرسالة الإعلامية العمومية للتلفزة ليست هي الرسالة الإعلامية الحكومية التي تعتمد على التفنن في نشر الرداءة وسوء التسيير واللجوء إلى “الشيتة” المبتذلة عوض الإعلام للبقاء في المنصب.التسيير الجيد للوسيلة الإعلامية هو إنجاز الإعلام العمومي وليس الإعلام الحكومي، إعلام عمومي مثل التحقيق الذي أنجز في عيادة المواليد في قسنطينة... والمسؤول الإعلامي التلفزي الجيد هو من يكثر من مثل هذه الرسالة الإعلامية، وليس الإكثار من السيارات والمنافع الخاصة به ولعائلته باسم التعسف في استخدام المسؤولية.. لست ضد الزميل توفيق خلادي، لكن ما يجري في المحطات الجهوية للتلفزة لا يتطلب السكوت عنه[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات