الفاتحة على روحَي مرباح وبوالصوف؟!

+ -

لست أدري لماذا أحس بالحاجة الأكيدة إلى التوجه إلى قبر المرحومين عبد الحفيظ بوالصوف وقاصدي مرباح، لقراءة الفاتحة على روحيهما في هذا الظرف الذي أتابع فيه المسرحية الهزلية بين جهاز المخابرات وقناة السلطة الأولى من البلاد..لم أفهم ولن أفهم مثل بقية الجزائريين لماذا تتعارك قناة السلطة مع مخابرات السلطة؟! هل لأن جماعة المخابرات هي التي كانت وراء إبلاغ بوحجة بعدم ترك مكانه في البرلمان وشوشت على من أعطى الأمر لولد عباس وأويحيى بتحريك بيادقهم في البرلمان للإطاحة ببوحجة... وأن قناة السلطة التي كانت العراب الإعلامي للإطاحة ببوحجة قد اكتشفت أن المخابرات هي التي تعطل مشروع تغيير بوحجة، فكتبت تقول إن المخابرات لم تقم بدورها في المساعدة في الإطاحة ببوحجة، ولذلك صمد... وهو ما دل على أن القناة كشفت المستور في معركة الرئاسة مع الرئاسة في إبعاد بعض الساسة في البرلمان والحكومة وأحزاب الموالاة، تحضيرا لاتخاذ قرار هام يتعلق بمن يقود الاستمرارية سواء ببوتفليقة أو من دونه؟!في هذه الأزمة ظهرت المخابرات في القضية أنها تعمل بالطريقة التي يقول عنها المثل “عندما تتصايح تعرف أمهاتها! أي أن فكرة العسكر هو الذي يقرر بقاء الرئيس أو تعيين من يخلفه، هي التي تقود مجريات هذه المعركة... وأن الرئيس لا يمكنه أن يقرر وحده البقاء أو تحديد من سيخلفه... لأن هذا الشأن يعود لصاحب الشأن في تعيين الرؤساء والتمديد لهم... ولا دخل للرئيس في التقرير فيه.كل الناس لاحظت أن هذه الهوشة أدت إلى زيادة هشاشة المؤسسات المدنية الدستورية في موضوع من يقرر مصير الرئاسة في الموعد الرئاسي القادم... فالأفالان والأرندي أصبحا بهذه الأزمة سياسيا في خبر كان...فالحزب الذي لا يستطيع التحكم في نوابه وفي من يختاره لقيادة المؤسسات الدستورية لا يمكن أن يعتد به لتعيين من سيترشح للرئاسيات القادمة، سواء كان ذلك بالتمديد أو التبديل... وبالتالي حان الوقت لأن يسترجع أصحاب الحق الإلهي في تعيين الرؤساء حقهم في فعل ذلك، ولا مجال لمناقشة هذه القضية. وفي هذا السياق ستكون قيادة الرئاسة التي دخلت في هذه المعركة، مرغمة أو بإرادتها، ستكون آخر الضحايا، قبل أن يعلن الأساقفة عن خيط الدخان الذي سيخرج لنا البابا الجديد في المرادية! هذا هو جوهر ما يحدث[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات