أزمة البرلمان والسياسة بالكلاب المدربة

+ -

بوحجة اقترحه الرئيس على النواب لرئاسة البرلمان، وبوحجة لا يغادر منصبه لأن الرئيس أمره بذلك عبر أحزاب التحالف، وبوحجة لا يغادر منصبه لأن الرئيس أمره بذلك عبر رجاله أيضا! والنواب في عراكهم مع بوحجة يدعمون الرئيس!النواب والأحزاب يقولون إن بوحجة تمرد على إرادة الرئيس، وبوحجة يقول ”إذا قال لي الرئيس غادِر فسأغادر”.. من يكذب ومن هو الصادق في هذه المسرحية؟ وهل الرئيس فعلا هو الذي يقوم بهذا؟ هل الرئيس أصبح لا يستطيع حل أزمة مثل أزمة النواب مع رئيسهم؟ هل يشرّف الرئيس وهو في آخر أيام عهدته أن تظهر سلطته بهذه الصورة؟ أم أُريد له ذلك لإنهاء فكرة العهدة الخامسة وإنهاء حتى فكرة الاستمرارية؟!أشهد أن الرئيس عندما كان على ”ديدانه” ساءته صورة سي عفيف وهو يهجم على مقر الحزب في مستغانم بالكلاب المدربة! فهل الرئيس تعجبه اليوم الصورة وهم يتهددون بالهجوم على البرلمان لإخراج بوحجة بالكلاب المدربة سياسيا؟! هل الرئيس الذي ساءته صورة تمرد الشرطة في مسيرة نحو الرئاسة لا تهزه صورة سي عفيف وصحبه من النواب وهم يغلقون مقر البرلمان في صورة لا تشرف حتى برلمان الصومال؟! وهل سيأخذ القانون مجراه في مواجهة هؤلاء النواب وهم يعتدون على حرمة مؤسسة دستورية خارج الأطر القانونية؟! هل تمنعهم الشرطة بالهراوات كما تفعل مع بقية المحتجين أمام البرلمان في العادة؟ أم أن الحصانة التي حصل عليها هؤلاء بالمال الفاسد أقوى من حصانة المؤسسات الدستورية نفسها بقوة القانون وحرمة الأخلاق؟!ثم هل الأحزاب المتحالفة في البرلمان والحكومة تشعر بالقوة السياسية التي تمكنها من السير في الاستمرارية، وهذه الأحزاب تقدم نفسها للرأي العام بأنها غير قادرة حتى على السيطرة على نوابها بإطاراتها العليا التي تقود مؤسسات البلاد؟! من له مصلحة في إظهار الرئيس وأحزابه بهذه الصورة البائسة؟!كل الناس تعرف أن الرئيس لو اتصل ببوحجة وأعرب له عن رغبته في مغادرته لقام بوحجة نفسه بجمع النواب وأبلغهم بالأمر وغادر دون شوشرة.. فمن له المصلحة إذاً في إحداث هذه الشوشرة؟وإذاً فالأمر لا يتعلق بتنحية بوحجة بل بتكريس صورة في الرأي العام بأن الرئيس لا يتحكم في شيء في البلاد.. الصراع السياسي جيد لكن ليس بهذه الكيفية البليدة والهزيلة التي تضعف البلاد وليس حكم الرئيس وحده!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات