+ -

من أعطى الأمر لنواب الأغلبية بسحب الثقة من بوحجة هو نفسه الذي أعطى الأمر لهؤلاء النواب بالتهديد بالتجمهر أمام البرلمان لمنع بوحجة من الدخول! ولما ظهرت القضية مهزلة لم يحضر هؤلاء إلى البرلمان يوم الخميس للتجمهر! وفي نفس الوقت، عمد الذين يسيّرون النواب إلى تخفيض عدد الحراس المقربين من بوحجة، ولذلك قام بوحجة بالرد على هؤلاء بتنظيم جولة في العاصمة على رجليه بلا حراسة قائلا لهؤلاء ضمنيا “لا أحتاج إلى حراستكم، فالشعب لا يهدد أمني”!كنت جالسا مع مجموعة من الأساتذة في مقهى أمام البريد المركزي عندما لمحت بوحجة يسير مع اثنين من حراسه أو رفقائه، لسنا ندري. قال له المحامي والأستاذ مشري بشير: “تفضل.. أجلس لترتشف معنا قهوة”! جلس بوحجة دون تكلف وجلس معه مرافقاه وطلبنا له قهوة مُرّة خوفا على صحته من السكر الذي يصعد بسبب الأزمات، ولكنه وضع في فنجان القهوة ثلاث ملاعق سكر! دلالة على أن الأزمة لم تصبه بأزمة سكر؟! ارتشف القهوة وقال لنا: “أنا لست ضد الرئيس كما يزعمون، وعلى هؤلاء أن يحترموا القوانين والدستور”، وعندما غادرنا، تبادلنا الرأي مع الأساتذة في حركة بوحجة وفي ما قاله، وتبين أن الرجل واثق مما يفعل وأن مستقبله وراءه ولا يخاف من أي عاقبة في موقفه مادام على حق وفي إطار القانون، وأنه لا يحس بأي حرج، وأن من يحس بالحرج هم من تصرفوا ضده باسم الرئيس خارج القانون وبلا أخلاق وباسم قانونية الأمر الواقع وليس القانون.بوحجة كان ضحية وشاية كاذبة قام بها سفيران عربيان زارا بوحجة مؤخرا وقالا لحواريي الرئيس إن بوحجة قال لهما إن الرئيس أصبح لا يستطيع تسيير البلد، وأن الأمور خطيرة والوضع لا يمكن أن يستمر هكذا! لهذا السبب يتمسك بوحجة بمعرفة السبب الذي من أجله يراد إبعاده، وهذا السبب لا يمكن إعلانه للرأي العام، لأن ذلك معناه إساءة لعلاقات الجزائر بالدولتين العربيتين اللتين حشر سفيراهما أنفيهما في الشأن الجزائري بالوشاية، سواء الكاذبة أو الصادقة!نفس القضية حصلت مع بلخادم عند إبعاده، فقد وشت دولة خليجية للرئيس بوتفليقة بأن بلخادم يحضّر نفسه مع العسكر لخلافته! وأراد بوتفليقة أن يتأكد بنفسه من طموح بلخادم فاستدعاه وقال له حضّر نفسك لتتولى المسؤولية، أنا تعبت، فابتلع بلخادم الطعم وباشر الاتصال بسفارة أمريكا وسفارة فرنسا ليخبرهما بالخبر السعيد! وتأكد بوتفليقة بالدليل من طمع بلخادم وليس طموحه، فقام بعزله من كل الوظائف بالطريقة المشينة التي عرفناها! وهذه القضية الخاصة ببوحجة كانت مبرمجة بأن تنفذ في شهر جويلية الماضي من طرف زمرة رجال المال في البرلمان والأفالان والأرندي والرئاسة، ولكن الإعلام شوش على العملية وتم إفشالها، وعادت مرة أخرى بواسطة التحالف بين الأفالان و”الراندو” لاحتواء آثار أزمة “البوشي” على الحزبين[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات