من برلمان "الحشومة" إلى برلمان "الدوما"

+ -

برلمان ”الحشومة” يتحول إلى ما يشبه ”الدوما” في روسيا الرئيس يلتسين! فهل تحتاج الجزائر إلى من يقصف البرلمان بالهاون كما حدث في دوما روسيا عندما اعتصم النواب بالدوما ولم يخرجوا منه كما فعل نوابنا الميامين عندما أغلقوا البرلمان بـ”الكادنة”؟ هل الجزائر اليوم في عهد بوتفليقة هي في حالة روسيا البيضاء في عهد يلتسين؟! سؤال جدير بالطرح والبلاد تتدحرج بسرعة نحو الفوضى والتحلل يشبه إلى حد بعيد ما كان يحدث في الاتحاد السوفيتي ساعة التفكك! وهكذا يتحول برلمان ”البوما” إلى برلمان ”الدوما”.عندما يتململ سكان الجنوب بسبب المظالم التي يتعرضون لها جراء التهميش في التنمية، أو عندما يتوقف تلاميذ بلاد القبائل عن دراسة العربية لأن مناطق أخرى من الوطن ترفض دراسة الأمازيغية كلغة وطنية، عندما يحدث ذلك فلا تتعجب حين يتحول برلمان الجزائر إلى ”دوما” روسية. لو حدث الذي يحدث اليوم بعد أحداث أكتوبر قبل 30 سنة لكان الأمر معقولا، لكن أن يحدث هذا بعد 30 سنة فذاك هو البؤس بعينه!في 2004 هرب بن فليس للرئيس بقيادة الأفالان، فحدث ما حدث في الأفالان من تصحيحيات أثبتت الأيام أنها إفسادات وليست تصحيحيات، واليوم هل يمكن أن نقول بأن بوحجة أعاد التاريخ نفسه وهرب بالبرلمان من الرئيس، ولذلك صنع له تصحيحية تشبه التصحيحية التي أنجزها بلخادم للرئيس؟ هل معاذ بوشارب أو ولد عباس هو بلخادم الجديد؟ وإذا كان وراء بن فليس العماري فمن يقف وراء بوحجة؟ وهل شرعية بن فليس في قيادة الأفالان بالأمس تشبه شرعية بوحجة اليوم في البرلمان؟في أزمة الأفالان مع نفسها في 2004 وُظفت ”عدالة الليل”.. فهل يستخدم المجلس الدستوري اليوم بالليل أيضا لإصدار فتوى بأن ما قام به ”دوما” الجزائر هذه الأيام باسم الأفالان هو عمل شرعي ودستوري سواء أقام الرئيس بإخطار المجلس الدستوري أو قامت بذلك أية جهة أخرى مثل أويحيى أو بن صالح أو حتى 50 برلمانيا من المعارضة؟ لأنه لا يمكن أن نتصور أن من وظف عدالة الليل لشرعية ما قام به بلخادم في الأفالان سنة 2004 لا يستخدم المجلس الدستوري في شرعية ما قام به ولد عباس وأويحيى ومعاذ بوشارب! شيء واحد يبعث الأمل في هذه البلاد هو أن مستوى التعفن الذي وصلت إليه البلاد لا يمكن أن يسفر عن إحداث شيء ما في قوة وعظمة أول نوفمبر جديد يمكن أن يخلص البلاد من الأخطار الحقيقية التي تحدق بها وتهدد وجودها.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات