+ -

ارتباك واضح في مسألة الرئاسيات الجزائرية القادمة في 2019.. سبب الارتباك داخلي وخارجي.الارتباك الداخلي هو التململ الشعبي عبر أنحاء الوطن بسبب الأزمة الاقتصادية التي ضربت في العمق شرائح واسعة من الشعب، ودفعت بهذه الشرائح إلى الإعلان الجدي عن حقها في محاسبة من أوصل البلاد إلى هذه الحالة، وتزامن هذا مع نتائج الحصيلة العامة للعهدة الرابعة.فقد ظهرت اضطرابات في سرايا الحكم بخصوص وضع الحصيلة، فأحجمت الإدارة والحكومة عن وضع هذه الحصيلة لأنها سلبية للغاية، وانبرت لذلك جبهة ولد عباس لوضع حصيلة في أمر ليس من اختصاصها، إذ كيف يضع حزب ما حصيلة لرئيس هو ما يزال في الحكم ولا يستطيع أن يضع حصيلة بنفسه ويقدمها للشعب الذي قيل إنه منحه عهدة؟!ظهرت أيضا قلاقل على مستوى مؤسسات الدولة الحيوية، فحدث ما حدث في مؤسسة الجيش، ويحدث ما يحدث في الحكومة من نزاعات بين الوزراء وصلت إلى حد الإعلان عنها للرأي العام، وحدث ما يحدث في البرلمان وصل فيه الأمر إلى تعطيل الأعمال مدة 20 يوما كاملة في ظرف حساس.كل هذا يدل على عدم تحكم واضح في شؤون الدولة من طرف الفريق الحاكم، وهو نفسه مرتبك في مسألة من يقدمه للشعب في العهدة القادمة من الانتخابات.أما على الصعيد الخارجي فالأمر أخطر، فالشريك الفرنسي الفاعل دائما في مصير الرئاسيات الجزائرية لا يخفي امتعاضه من المسلكية السياسية للذين يحكمون الجزائر، والفريق الشاب الذي يحكم الإليزي لا يتناغم سياسيا معهم في الحكم، رغم سخاء شيوخ الجزائر على أبنائهم في الإليزي بالمشاريع والاستفادات العامة والخاصة.عامل آخر خارجي مهم وهو أن السلطة في الجزائر كانت تتوكأ على عكاز شيوخ الخليج (السعودية والإمارات) في علاقتها مع أمريكا، وكانت الجماعة الحاكمة في الجزائر تستخدم شيوخ الخليج في الوساطة مع أمريكا، لكن ما حدث لشيوخ الخليج مؤخرا أضر بحجم تأثير شيوخ الخليج على القرار الأمريكي، وبالتالي فقدت السلطة في الجزائر قناة مهمة في إسماع ما تريده للأمريكان خارج القناة الفرنسية، ولهذا ازدادت متاعب الحاكمين في الجزائر سواء تعلق الأمر بأفق الرئاسيات القادمة أو حتى بتسيير البلاد بلا مخاطر حتى أفريل 2019، خاصة وأن البلاد لم يعد لديها ما تقدمه من تنازلات متصلة بالسيادة والاقتصاد والدبلوماسية، سواء بالنسبة للوسيط في دول الخليج أو الشريك الفرنسي المتمكن من القرار الجزائري بصورة لم تحدث في تاريخ الجزائر من قبل.. الله يستر!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات