+ -

لسنا ندري ماذا ستقدم أحزاب التحالف الرئاسي للرئيس بوتفليقة إذا ترشح باسمها أو ترشح باسمه وساندته.. هذه الأحزاب ظلت طوال 20 سنة الماضية تسحب من رصيد الرئيس ولم تضف لرصيده مناضلا واحدا. والآن لم يبق في رصيد الرئيس ما يمكن سحبه أو الاعتماد عليه في تمويل الرئاسيات القادمة بالأصوات.كل هذه الأحزاب مجتمعة لم تحصل على مليوني صوت في الانتخابات الأخيرة من مجموع 23 مليون مسجل في القوائم الانتخابية، والرئيس عليه أن يستخلص الدرس من هذا الرقم، ولا يمكنه أن يعتمد على هذه الأحزاب إذا تحدث عن الانتخابات وإرادة الشعب وتطبيق روح الدستور والقانون في تولي الوظائف السامية في الدولة بالاعتماد على مبدأ السيادة والشرعية ملك للشعب ويمارسها عن طريق الانتخاب.الرئيس اعتمد أيضا خلال 20 سنة الماضية على رجال هذه الأحزاب في تسيير الشأن العام، والنتيجة تعرفونها.. ضياع ألف مليار دولار دون أن نرى لها مقابلا ولو بسيطا في الحياة العامة.. تعليم متأزم أكثر مما كان عليه قبل 20 سنة، وصحة لا يمكن وصفها إلا بأنها مريضة، وصناعة لا وجود لها، وفلاحة ما تزال تترنح، والشعب مازال يأكل الخبز المستورد والحليب الذي تدره البواخر في الموانئ، والمؤسسات الدستورية للدولة تحولت من مؤسسات ضعيفة قبل 20 سنة إلى مؤسسات لا وجود لها، برلمان انتقل من حالة برلمان ”الحفافات” إلى حالة برلمان ”الكادنة”! والشعب أصبح يرمي نفسه في البحر هربا من الحكم الراشد لهذه الأحزاب. فماذا ستحمل هذه الأحزاب للرئيس؟وإذن نتوقع رئاسيات بلا أصوات وبلا انتخابات وبلا شعب إذا تم الاعتماد على هؤلاء الذين يسمون أنفسهم ”التحالف الرئاسي”، ولو أسموا أنفسهم بالتحالف بين الفساد والرداءة لكان ذلك أقرب إلى الواقع المعيش، خاصة أن الرداءة والفساد أصبحا في البلاد أهم قوى سياسية. فهل يريد الرئيس أن يحكم البلاد بهذا الحزب؟ لسنا ندري.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات