+ -

بعض الناس ينتقدون ولد عباس كونه كتب بعربية فيها أخطاء إملائية ونحوية... وحدث هذا في المعرض الوطني للكتاب. لكن الخطأ الكبير الذي ارتكبه ولد عباس في زيارته لمعرض الكتاب ولم ينتبه له منتقدون هو قوله إنه سيكتب مذكراته! ولسنا ندري بأي لغة سيكتب هذه المذكرات؟! بالألمانية التي قرأها مع ميركل، أم بالفرنسية التي تعلمها من أمه الفرنسية التي ربته وقتلها ليصبح مجاهدا، أم بالعربية التي كتب بها في معرض الكتاب.. أم الأمازيغية التي يريد أن يتعلمها الآن بعد أن أيّد تعليمها باللاتينية أو العربية بعد أن أصبحت رسمية؟!المؤسف في حال هذه البلاد أن تاريخ الجزائر سيكتبه أمثال ولد عباس بمذكراته... لأن بوضياف لم يكتب مذكراته وبن بوالعيد أيضا وبن بلة وبومدين لم يكتب ومهري لم يكتب وبوصوف لم يكتب وكريم بلقاسم لم يكتب وبن طوبال كتب ولم تنشر!وفي النهاية ستجد الأجيال القادمة تاريخا يكتبه أمثال ولد عباس، يتحدث فيه عن بطولاته في “جهاد الأصول” ومغامراته في صفوف شقراوات ألمانيا، ونضاله في صفوف حزب الأفالان المهتري! ووجوه وزيرا في حكومة البؤس الوطني؟!هذا إذا وجد ولد عباس كتبة يكتبون له تاريخا ثريا بالتحريف والتزييف للواقع الوطني!في سنة 1976 قرأ المرحوم مساعدية رسالة باسم حزب الأفالان يناشد فيها الرئيس بومدين للترشح لرئاسة الجمهورية بعد المصادقة على دستور 1976! كنا وقتها في قاعة قصر المؤتمرات بنادي الصنوبر، وراح بعضنا ينكّت على الحادثة، وكيف تواضع كل أعضاء مجلس الثورة والحكومة ولم يتجرأ أي واحد منهم على قراءة رسالة ترشيح بومدين للرئاسة، وتركوا الأمر للمرحوم مساعدية... وهو ليس بعضو مجلس الثورة ولا هو وزير... فسألني الزميل محمود رويس، أطال الله عمره، عن السر الذي جعل هؤلاء يختارون مساعدية لقراءة الرسالة... فقلت بلا تردد: “لأن مساعدية هو الملتحي الوحيد في رجال بومدين الذي يمكنه أن يقرأ هذه الرسالة ولا يظهر عليه الاحمرار في وجهه خجلا من محتوى ما يقرأ! وما كنت أحسب نفسي أنني أعيش إلى زمن يفعل فيه ولد عباس الأمر نفسه مع بوتفليقة ولا يحمّر وجهه... بل يصفّر؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات