+ -

الشهداء أموات! والثورة حرب! والاقتصاد الجزائري متطور إلى حد أن الشباب الجزائري يرمي نفسه في البحر ليأكله الحوت هربا من النعيم الاقتصادي المتطور الذي تعيشه البلاد الجزائرية؟! والأمن مستتب إلى درجة أن الجزائر أصبحت تصدّر للعالم سلعة واحدة هي مكافحة الإرهاب! تصدّر هذه السلعة لأوروبا وأمريكا... لأنها بقيت بكل فخر 25 سنة وهي تنتج هذه السلعة بكميات تسد حاجة العالم كله! وصرفت الجزائر على سلعة مكافحة الإرهاب التي تصدّرها للعالم أكثر من 200 مليار دولار، على أضعف التقديرات!الجزائر، حسب أويحيى في خطابه بفرنسا، تعيش النعيم المقيم في الاقتصاد وحقوق الإنسان والسلم. فالجنرالات والصحافيون لا تسجنهم الحكومة الجزائرية والعدالة الجزائرية، بل تسجنهم العصابات الخاصة التي تتحكم باسم الدولة في المال والإعلام... والعدالة تنصفهم وتخرجهم من السجن! والعيش معا في سلام نموذج حياة أصبحت تصدّره الجزائر للعالم عبر الأمم المتحدة! وهي سلعة سياسية ثقافية وأمنية لا تنتجها الجامعات والمعاهد أو الحكومة الجزائرية، بل تنتجها الزوايا وتقوم الحكومة الجزائرية الرشيدة بتسويق هذه السلعة للعالم! ألم تنتج زاوية التبرك الحكومة سلعة “العيش المشترك” التي صدّرتها الحكومة الجزائرية إلى الأمم المتحدة باسم المنتج الأساسي وهو شيخ الزاوية التي أنتجت هذه السياسة؟!قد يكون ما قاله أويحيى عين الصواب، فلو كان شهداء الثورة شهداء وليس أمواتا، كما قال أويحيى، ما كانت البلاد يحكمها أمثال هؤلاء الذين هم الآن في سدة الحكم ويقولون هذا الكلام؟! أويحيى قال هذا الكلام كممثل لرئيس الجمهورية في هذا الاجتماع! ولا أعتقد أن النص الذي قرأه لم تطلع عليه الرئاسة قبل أن يقرأه أويحيى في باريس؟! وإذا كان ما قاله أويحيى خروجا عن النص أو خطأ غير مقصود منه، فهل يحق له أن يمثل رئيس الجمهورية في هكذا حدث؟!قد يكون أويحيى يريد استعطاف فرنسا في هذا الظرف الحساس، سواء لصالح العهدة الخامسة أو لحساب نفسه، فالأمر سواء! ولكن قد يكون بهذا التصرف قد نشر الغصن الذي يقف عليه هو ومن تحدث باسمه هناك.. نتذكر أن بوتفليقة عندما عاد من موسكو، حيث زار الرئيس بومدين وهو على فراش المرض، عرّج على الأراضي الفرنسية وهو يعبر أجواءها كوزير خارجية، بعث ببرقية للرئيس جيسكار ديستان، فهمت آنذاك في الجزائر على أنها تودد لفرنسا، فتم إبعاده من السباق الرئاسي في 1979، لخلافة بومدين، بسبب هذه البرقية... فهل وقع أويحيى اليوم في نفس الخطأ الذي وقع فيه رئيسه بالأمس، والذي أرسله ممثلا عنه إلى هناك؟! لسنا ندري، لكن الأكيد أن الشعب الجزائري لا يمكن أن يسكت عما قاله أويحيى إلا باعتذار منه أو من رئاسة الجمهورية عما حدث؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات