إزاحة ولد عباس.. حل إشكال وتصحيح خطأ؟

+ -

ليست الجهة التي أزاحت ولد عباس هي نفس الجهة التي أتت به قبل سنتين أو أكثر! بل الجهة التي أزاحته هي نفس الجهة التي قالت لبوحجة ”لا تغادر مكانك في البرلمان”، ومعنى هذا الكلام أن الجهة التي أزاحت ولد عباس بالهاتف هي جهة مفعول بها وليست الفاعل أو حتى المفعول لأجلها.ولد عباس لم يُزح بطريقة ألعن من طريقة بوحجة لأنه اصطف مع أويحيى ضد لوح، أو لأنه ”مرمد” بوحجة دون مراعاة مشاعر من يقف وراءه، أو حتى بسبب الممارسات التخريبية التي نفذها في الأفالان منذ مجيئه قبل سنتين، وخاصة تعاظم مسألة الفساد في تولي المسؤوليات باسم الحزب في مؤسسات الدولة أو حتى في الحزب نفسه، بل ارتكب ولد عباس خطأ فادحا حين حشر الأفالان في شأن هو من اختصاص الجيش.. فمسألة الترشيح الرسمي للرئيس لم تكن أبدا في تاريخ الأفالان شأنا من شؤون الحزب، بل هي شأن من شؤون الجيش، ودور الأفالان فيها هو التأييد والمساندة. لكن ولد عباس بإعلانه ترشيح بوتفليقة لعهدة خامسة أعطى انطباعا بأن الجيش أصبح خارج اللعبة في هذا الموضوع الحساس، وهو ما أثار قلاقل وأضر بالتحالفات داخل أجهزة السلطة، خاصة أن تسارع الأحزاب المجهرية الانتهازية في عملية التقاط ما فعله ولد عباس قد أثار نقاشا كبيرا في دوائر صنع القرار، واعتبروا الأمر تشويشا غير مبرر من الأفالان على مجريات الأمور بالنسبة للرئاسيات.الآن تم تصحيح الوضع بإزاحة ولد عباس بطريقة توحي بأنه تم تأديبه عما فعل، ومن المنتظر أن يتملص خليفته ومعه الحزب من تبعات آثار ولد عباس بالنسبة للعهدة الخامسة، وبذلك يعود الشأن لصاحب الشأن في تعيين الرئيس للجزائر.. فبوتفليقة الآن ليس أقوى من زروال سنة 1999، ومع ذلك تم تعيين الرئيس خارج إرادة الرئيس زروال وخارج إرادة الأفالان.ومعنى هذا الكلام أن المؤسسة العسكرية تكون قد استرجعت زمام المبادرة في موضوع حسم الرئاسيات القادمة، وأن الأفالان رجعت إلى حجمها الطبيعي، جهاز في خدمة ما يُقرَّر، وعادت الأفالان إلى جهاز للتأييد والمساندة كما كانت ولن تتجاوز صلاحياتها في هذا الأمر! لهذا فإن إبعاد ولد عباس هو تصحيح لخطأ أفالاني ارتكبه ولد عباس سواء بشطحة منه أو بوحي من جبريل مزيف.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات