+ -

اعلم – رعاك الله – أني متابع وفيٌّ لـ"الخبر” منذ 1990، واعلم أن عمودك (نقطة نظام) لا يفوتني لأنه يمثل صفحة من صفحات الواقع البائس.. وأنا اليوم استسمحك لتطفلي عليك مرة أخرى من أجل التعقيب على مقالك الصادر يوم الخميس 29 نوفمبر 2018م، والذي كان عنوانه: ”عندما يأتي الحل من لواء متقاعد”...جاء في كلامك: ”... لأن بيان نوفمبر التحرير لم يعد كافيا لصياغة متطلبات الدولة القومية الحديثة... والدليل هو أن هناك 60 حزبا سياسيا مرجعيتها بيان أو نوفمبر... وهذا دليل على أن بيان أول نوفمبر لم يف بالغرض السياسي... لبناء الدولة الحديثة...”.أكد الأستاذ بكلية التاريخ بجامعة وهران، حسان رمعون، أن بيان أول نوفمبر 1954 الذي رافق اندلاع حرب التحرير المجيدة، يمثل نصا مؤسسا للدولة الجزائرية. وأوضح الأستاذ رمعون في حوار لوكالة الأنباء الجزائرية عشية الاحتفال بالذكرى 58 لاندلاع الثورة التحريرية أنه إذا كان الفاتح من نوفمبر يمثل حقيقة ”حدثا أساسيا”، فإن البيان الموجه للشعب الجزائري، والذي رافق اندلاع الحرب هو بمثابة ”النص المؤسس للدولة الجزائرية”. وحسب المؤرخ رمعون، فإن اعتبار نص البيان مؤسسا للدولة الجزائرية لكونه يتضمن مبادئ أساسية تتمثل في الكفاح من أجل بناء دولة وطنية قائمة على أساس المقومات التي يملكها المجتمع الجزائري أو من كان يعتبر آنذاك الشعب الجزائري في 1954. وأشار المتحدث في هذا الشأن: ”فقد جاء في بيان الفاتح من نوفمبر أن الهدف الأساسي من وراء القيام بالثورة هو إقامة دولة ديمقراطية واجتماعية ذات سيادة مع احترام المبادئ الإسلامية”.أستاذي الكبير بوعقبة... بيان أول نوفمبر صاغه رجال متشبعون بالروح الوطنية أكثر من أي جيل آخر، وأنت تعلم ذلك... المشكل في جيل الاستقلال الذي تحكم به عملاء فرنسا الذين حققوا مقولة الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول: سنعود لكن بعد خمسين سنة.لا ثم لا يا أستاذ بوعقبة، فبيان أول نوفمبر صالح لقيام الدولة الجزائرية الحديثة... أما غير الصالح فهم من تحكموا بزمام الأمور ودفعوا بالبلاد إلى الهاوية بعد غلق وبيع كبريات الشركات الوطنية... هناك الكثير والكثير من أمثال اللواء المتقاعد علي غديري لكنهم يفضلون العيش في الظل والموت في هدوء...أما الأحزاب التي قلت إن مرجعيتها هي بيان أول نوفمبر، فاعلم أنها تقول ذلك لاستمالة الشعب والضحك عليه... فالأحزاب التي يتعارك مناضلوها في الشوارع كالأطفال ويحرقون القسمات ويخلقون التنسيقيات الموازية لأحزابهم يستحيل أن يكونوا قد تشبعوا بأفكار بيان أول نوفمبر... ويستحيل أن يفكروا في هذا البلد.لكني أوافقك الرأي في ضرورة إعادة صياغة مؤسسات الدولة الحديثة... لكن بنوفمبر جديد وكتلة جديدة وإيديولوجيا جديدة.وكما شكرت ”سي علي” فمن واجبي كذلك أن أشكرك وأقول: شكرا لك يا سي بوعقبة وكثّر الله من أمثالك خدمة للإعلام والوطن.مجيد منصوري، أستاذ تعليم ثانوي ومواطن بسيط بساطة الريف العربي لاحظ الآتي:1 - بيان أول نوفمبر كلام بشر وليس قرآنا يصلح لكل زمان ومكان وكل الأحزاب والتيارات، ولو كان فيه ذلك الكمال الذي يتجاوز كلام البشر لما تعطل بناء الدولة الجزائرية الديمقراطية الحديثة التي نص عليها البيان ولم يحدد كيف تبنى... وهو ما اختلف رجال الاستقلال في تحديده.2 - حتى البيان لم يكن محل إجماع من جميع الفرقاء... فاليساريون تعمدوا حذف جملة ”في إطار المبادئ الإسلامية”! وأبقوا فقط على جملة بناء دولة ديمقراطية اجتماعية! لهذا ظهرت الدولة الديمقراطية التي يراد بناؤها محل خلاف يشبه الخلاف حول حرية المرأة... بعض الجزائريين (الإسلاميون) يريدون المرأة حرة بالخمار والجلباب، وبعضهم الآخر (الشيوعيون العصرانيون) يريدونها حرة تلبس ”من غير هدوم”، كما يقول عادل إمام.3 - الأستاذ الذي استندت إلى شهادته ليس حجة قاطعة في الأمر، الدليل أن البلاد بقيت 60 سنة وهي تبحث عن الطريقة التي تبني بها الدولة الديمقراطية ولم توفق... وهذا معناه أن هناك قصورا في النص الأصلي... فبقدر ما كان شديد الوضوح في تحديد الوسيلة التي يتم بها تحرير الوطن من الاحتلال، وهو الكفاح المسلح، بقدر ما كان غامضا في بناء الدولة الحديثة... لهذا لابد لنا من بيان جديد يكون محل إجماع وطني يحدد كيفية بناء الدولة الحديثة... أعتقد أن هذا هو العاجل اليوم لنخرج من عنق الزجاجة، ونبني بلدنا تماما مثلما أخرجت الحركة الوطنية مبدأ تحرير الجزائر بالكفاح المسلح؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات