+ -

شيء يدمي القلب ولا يسيل الدموع فقط... بلدنا يصدّر الأطباء إلى فرنسا بمعدل 5 آلاف طبيب في السنة، ويصدّر لهم المرضى لعلاجهم هناك بما لا تقل فاتورته عن 25 مليون أورو في السنة، حسب الإحصاءات الفرنسية!بلدنا يواجه مطالب الأطباء المختصين بهراوات الشرطة ويسيل دمهم ويدفعهم إلى الرحيل عن البلاد... ثم يشرّع لهم قوانين تسمح لهم بأن يلحقهم إلى فرنسا وألمانيا وبلجيكا المرضى أيضا!بلدنا ليس فيه أطباء ويعلن ذلك بكل وطنية وكفاءة على أنه من إنجازات الحكم الراشد في الجزائر؟!بلدنا فيه وزارة عنوانها وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات منذ 20 سنة، ولم توفق هذه الوزارة في إصلاح المستشفيات بما يضمن صحة جدية.وعندما يكون برنامج إصلاح المستشفيات يمتد على مدى 20 سنة ولا ينجز، فذاك هو المشكل بعينه، بل هو العبث بعينه!هل شاهدتم دولة في العالم تنشئ وزارة لإصلاح المستشفيات مدة 20 سنة وتصرف ملايير الدولارات على العملية، وعندما يبلغ الإصلاح مداه تقوم الحكومة بطرد أطبائها إلى الخارج وتقوم بتصدير مرضاها إلى الخارج أيضا؟!ليست الصحة فقط هي المريضة بل السلطة هي المريضة عندما تفكر مثل هذا التفكير المؤلم!لقد قمنا باستيراد الخبرة الفرنسية في توزيع المياه وتسيير الميترو وفي تسيير المطار، فلماذا لا نقوم بكراء مستشفياتنا للفرنسيين وتمكينهم من علاج مرضانا هنا في الجزائر من طرف الفرنسيين.. لماذا نعذب المرضى بإرسالهم إلى الخارج.. لماذا لا نترك الفرنسيين يوظفون أطباءنا هنا في الجزائر ويعالجون مرضانا هنا في الجزائر؟ لماذا نفعل ذلك في الماء والنقل ولا نفعله في الطب؟! إنني تعبان وأحتاج إلى علاج عقلي في جوانفيل... لعل وعسى أشفى مما أنا فيه؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات