+ -

 بعض الأخبار الصادرة عن الهيئات العليا للدولة تصيب المتلقي لها ببعض الراحة، ليس لأنها أخبار مريحة، بل لأنها من الأخبار الترفيهية التي تفتح الشهية للضحك!تصوروا بنك الجزائر يصدر ورقة نقدية فيها صورة القمر الصناعي (الجزائري)، وكأن الجزائر هي التي صنعت هذا القمر! فالناس يعرفون بأن هذا القمر من إنتاج الصين ومن إطلاقها له إلى الفضاء بالصين أيضا، وكل التجهيزات التي يحملها هذا القمر ليس فيها سلك واحد صنع في الجزائر، والشيء الوحيد الذي صنع في الجزائر هو صورة العلم التي صورت على الصاروخ الذي حمل القمر الصناعي إلى الفضاء!شخصيا تمنيت لو قام البنك بتصوير بئر حاسي مسعود العتيق على هذه الورقة النقدية، لكان ذلك جيدا، لأن حاسي مسعود هو الجهة الوحيدة التي تعمل في الجزائر وما عداها فهو محض كذب وبهتان!البلد الذي لا يستطيع تخليص مواطن من جب طوال 10 أيام، هل بإمكانه أن يغزو الفضاء ويصوّر الصواريخ على عملته لتخليدها كإنجاز من إنجازاته؟! لست أدري لماذا يندفع الفساد في الجزائر نحو الفضاء، فالرئيس بوتفليقة عندما قدم إلى السلطة قبل 20 سنة، جمّد عمل المجلس الأعلى للمحاسبة كمؤسسة المفروض منها أنها تحارب الفساد وسوء التسيير، وتُحَوْكم التصرف في المال العام! وأنشأ بوتفليقة وقتها المرصد الوطني لرصد الفساد!  أي معالجة الفساد بوسائل فضائية، ربما لأن أرقام الفساد مرشحة لأن تكون أرقاما فضائية، وقد أصبحت كذلك اليوم! اليوم يقوم أيضا بتوسيع مهام هذه الهيئة ودعمها  بصلاحيات جديدة، لأن الأرقام الفضائية للفساد تتطلب ذلك! والمصيبة أن الذين أسندت لهم مهمة مكافحة الفساد بالقوانين هم أنفسهم الذين أوصلوا أرقام الفساد في الجزائر إلى المستوى الفضائي؟!هل من الصدفة أن يضع مجلس الوزراء القانون الذي يوسع محاربة الفساد، وفي نفس الوقت يقوم نفس المجلس بتوسيع الولايات إلى ولايات أخرى؟! والحال أن الجميع يعرف بأن “الولاة” في معظمهم هم الأداة الوطنية للسلطة في تنمية الفساد، فهناك أكثر من 80% من عمليات الفساد تسجل على مستوى الولايات، حتى ولو كانت عمليات الفساد ينجزها الولاة لفائدة رجال نافذين في السلطة المركزية (وزراء ونواب وجنرالات)!لست أدري لماذا أحس بالضحك الممزوج بالبكاء كلما أقرأ بيان مجلس الوزراء الذي لا ينعقد إلا إذا توفرت شروط إطلاق مَضحكة سياسية تدوم أصداؤها أكثر من 6 أشهر، ليجتمع من جديد ويصدر لنا هذا المجلس مَضحكة سياسية أخرى.. آه لو كنت أستطيع أن أكتب كل ما أحس به؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات