نماء تطبع 100 ألف نسخة من تفسير القرآن بالأمازيغية

+ -

أشاد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أمس في الجزائر العاصمة، بأوّل إصدار في تفسير القرآن الكريم باللغة الأمازيغية للشيخ سي حاج محند محند الطيب، وقال ”الشيخ سي الحاج محند الطيب لم يعط الجزائر فقط في هذا اليوم وإنّما أعطى للعالم جميعًا أوّل تفسير للقرآن الكريم، أوّل تفسير ما سبقه أحد بالجزائر يقينًا”.وشدّد محمد عيسى، في كلمة له خلال افتتاح الندوة العلمية الّتي نظّمتها الجمعية الوطنية للتنمية المحلية المستدامة ”نماء”، أنّ الجزائر ”لا تحتاج إلى أن تستورد مذهبيات جديدة ولا فهومات للإسلام ولا نحسّ بالصَّغار أمام مَن اشتهر من الدعاة في مشرق الأرض ومغربها، لأنّ الجزائر لديها أبناءها الّذين فهموا الإسلام كما أُنزِل”. وعدّد الوزير جهود علماء الجزائر من الأمازيغ ممّن أعطوا وخدموا اللغة العربية والإسلام وعلومه، حيث عرج على أوّل مفسّر للقرآن الكريم في القرن الثالث الهجري، ثمّ تفسير الشيخ عَدُّون الميزابي حاليًا، وإلى أوّل شارح لصحيح البخاري، ثمّ رواية يحي بن يحي الأندلسي لموطأ الإمام مالك والّتي تعدّ أصحّ رواية، وغيرهم الكثير. من جهته، آثار الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى، الأستاذ بومدين بوزيد، استغراب الجمهور من خلال توصيفه لتفاني الشّيخ سي حاج محند محند الطيب، مفسّر القرآن الكريم للغة الأمازيغية وبكاءه عند استعراضه ذلك بـ”التعبُّد بالترجمة”، معتبرًا أنه ”شيء جديد، ولأنّه فعلًا يعيش روحانية خاصة كالتعبُّد المشروع”، وتابع ”كأنه أضاف تعبّدًا بالترجمة لمعاني القرآن بالأمازيغية وليس فقط التعبّد بالتلاوة”. وأشار الدكتور بومدين بوزيد إلى أنّ حركة برغواطة الدّينية في المغرب الأقصى القديمة الّتي قادها صالح بن طريف واتهامه بادعاء النُّبوة كونهم لم يتعوّدوا على ترجمة القرآن الكريم. مؤكّدًا أنّ زعيم هذه الحركة ”ترجم 80 سورة من القرآن لم تصلنا للأسف”، وأشار إلى أنّ فتوى جواز ترجمته متأخرة جدًّا مع القرن السابع عشر ميلادي فقط.وانتقد بومدين ”محاولة البعض” دون أن يُسمِّيهم ”إفساد المصاهرة الدّينية والثقافية” بين العرب والأمازيغ، مشيرًا إلى أنّهم ”يريدون أن تتمزّق الجزائر مثل ما يحدث في السودان وبعض البلدان العربية” ومشدّدًا في ذات السياق على أنّ ”التعايش يحتاج إلى معاني التعايش والمصالحة تحتاج إلى تقديم اجتهادات ومعرفة ونشرها بين المواطنين”، وأضاف ”لقد استخدم بومدين مفهوم ”الضيافة” لتوصيف استقبال الأمازيغ للعرب”، مؤكّدًا أنّ ”اللسان الّذي استوعب القرآن والدّين استوعب أهله قيم وحضارات الشعوب ومنها الحضارة العربية”، كما حذّر من ”تزايد التعصب العرقي واللغوي في وسائط التواصل الاجتماعي”.وبدوره، وأكّد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، الدكتور صالح بلعيد، أنّ ”العلماء الأمازيغ لم يبدعوا باللغة الأمازيغية، وأنّ اللغة الأمازيغية لم تكن عائقًا أمام اللغة العربية”، موضّحًا أنّ ”اللغة العربية خدمها الأمازيغ وأبدعوا فيها”، مذكّرًا بأبرز علمائها كالطاهر الجزائري، والعلامة ابن مُعطي صاحب الألفية في النّحو، والشّيخ البوصيري صاحب ”البُردة”، والعلامة ابن آجروم الصنهاجي وغيرهم.وشدّد الدكتور صالح بلعيد على أنّ الحرف الأنسب لكتابة اللغة هو ”الحرف العربي” لعدّة اعتبارات وهي أنه ”لا يُشوِّش ولا يُحدث انفصام في الشخصية، وأنّه يُكمّل اللغة الأمازيغية لأنّ 69% من الألفاظ والكلمات مشتركة بين اللغتين”، مشيرًا إلى أنّ ”كلّ المدوّنات الّتي كُتبت بمختلف الأداءات منذ الفتح الإسلامي وإلى عهد بوليفة كُتِبَت بالحرب العربي بما فيها رائعة سي محند”. وحذّر بلعيد من الأصوات الّتي تنادي بكتابة الأمازيغية بالخط اللاتيني بدعوى ”الانفتاح على العالم”، موضّحًا أنّها ”دعوى باطلة” وأنّها تُحدِث ”قطيعة” في إشارة إلى أنّ هذه المسألة تحتاج إلى ”لغة جديدة”، وأضاف ”التاريخ يشهد أنّ العلماء الأمازيغ لم يكتبوا المازيغية بخط التيفيناغ ولا بالحرف اللاتيني، بل كتبوا بالخط العربي”، وتابع ”الحرف العربي مقدس لديهم، وواجب”.أمّا الشيخ سي حاج محند محند الطيب، فقد تطرّق لشرح طريقة تفسيره القرآن الكريم، معرّجًا على ترجمة معاني القرآن الكريم الّتي صدرت عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشّريف في المدينة المنورة. كما فصّل في مسألة ترجمة النص وترجمة معاني الكلمات، مدقّقًا في إشكالية الترجمة للأمازيغية سواء باللغة العربية أو اللغات الأجنبية.من جهته، كشف رئيس الجمعية الوطنية للتنمية المحلية المستدامة، عبد الغني ويشر، عن أوّل مشاريع ”الصدقة الجارية” لهيئته، وهو طبع هذا التفسير وتوزيعه مجانًا داخل وخارج الوطن، مشيرًا إلى تنازل الشيخ سي محند الطيب عن حقوقه كاملة لهذا المشروع، وأنّ عدّة شخصيات داخل وخارج الوطن أكّدت التكفل بطبع المئات منه، وموضّحًا سعي الجمعية على طبع 100 ألف نسخة منه، مع نقله على تطبيق أندرويد لأجل حمله على الهواتف النقالة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات