+ -

شيء مؤسف أن تتحرك شبه المعارضة، ليس لتنظيم مواجهة مع السلطة لحسم الرئاسيات، بل للمشاركة بمرشح واحد أرنب يحمل مواصفات “ضبع”!المعارضة تطالب السلطة بتكوين هيئة مستقلة لمراقبة الانتخابات وتعتبرها ضمانة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة... والحال أن الانتخابات الحرة والنزيهة هي إرادة سياسية من السلطة وليست قانونا أو دستورا أو هيئة انتخابية... والدليل أن انتخابات البلديات في 1990 كانت حرة ولم يطعن فيها أي واحد لأنها منبثقة عن إرادة سياسية للسلطة في إجراء انتخابات حرة، ولم تكن هناك هيئة لمراقبة الانتخابات لا دستورية ولا قانونية... والحال كذلك كان في التشريعيات الملغاة في 1991.الطرح الصحيح للمعارضة هو المطالبة بتنصيب حكومة مسؤولة لا تمارس السياسة بالتحايل والتزوير... فلا يمكن أن نسمح بوجود حكومة متحايلة ومزورة ونراقبها بهيئات مراقبة هي التي تنصبها!كل الدلائل تشير إلى أن وجود انتخابات مغلقة، سواء بالرئيس الحالي أو مرشح السلطة الفعلية، فإن التزوير قائم لا محالة، وأن أقصى ما يمكن أن تقوم به المعارضة، إذا نافست مرشح السلطة، هو تحويل الأرانب إلى ضباع سياسية!كان على المعارضة أن تنادي وتدعو بجدية إلى تنظيم الصفوف والذهاب إلى مقاطعة فعلية للانتخابات المغلقة، إذا لم تكن هناك إرادة سياسية لإجراء انتخابات حقيقية ومفتوحة، أو على الأقل تنظيم نفسها للاحتجاج سلميا لإبطال مفعول الانتخابات المغلقة والمحققة بالتزوير! وأعتقد أن الشعب الجزائري أصبح جاهزا لعمل وطني خلاق، وهذا لم تفهمه المعارضة. ما هو الفرق بين مبادرة غول الخاصة بالتأجيل أو التمديد، وبين من يدعو في المعارضة إلى المشاركة بمرشح أرنب بحجم “ضبع” سياسي؟! لا يمكن أن نفهم مبادرات هؤلاء الخلق إلا في سياق مساعدة السلطة على تحقيق إخراج مقبول لانتخابات مغلقة يعترف بها أشباه المعارضين ويشاركون فيها لأجل فتات السلطة من الأموال... ولأجل الظهور في وسائل الإعلام خلال الحملة لتحسين مستوى المحصول من الطمع الذي توزعه السلطة بالمناسبة[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات