+ -

 بقايا التيار الإسلامي اختارت الانحياز إلى الرئاسيات التي ستجري في 18 أفريل القادم، والحجة أن اختيارهم هذا هو البحث عن موقع للوجود في الخريطة السياسية لما بعد الرئاسيات، خوفا من أن ينقرض هذا التيار بعد الانتخابات! والإسلاميون يفعلون ذلك لأنهم تأكدوا أن الشارع ألحقهم بالسلطة، ولذلك لم يبق لهم سوى التحالف مع السلطة لاقتسام ما يمكن اقتسامه بعد الانتخابات مع السلطة!ويبدو أن الإسلاميين مجبرون على هذا الموقف، ودوافع الموقف ليست انتهازية سياسية محضة، ولا هي انتفاعية مادية صرفة، بل هي حالة البحث عن جرعة أكسجين للبقاء على قيد الحياة.اليسار الجزائري هو الآخر يريد أن يستثمر في المقاطعة لزيادة حظوظه في التعبئة السياسية، خاصة وأن مؤشرات المقاطعة تبدو عالية حتى في صفوف أجهزة الدولة نفسها! لهذا قالت حنون إنها غير معنية بالانتخابات الرئاسية القادمة على غير العادة، وتركت الأمر لقيادة الحزب، وهي إشارة منها إلى أنها تريد بذلك رفع منسوب الاستفادة من المشاركة إذا دعيت إليها!خارج هذا السياق العام، فإن الرئاسيات هذه المرة قد تعرف عزوفا للأرانب، ما قد يؤدي إلى أزمة حقيقية، وقد يصل بنا الحال إلى تنظيم رئاسيات بلا أرانب، وسيكون الجيش هو القوى الاجتماعية السياسية الوحيدة التي تصوّت لهذه الانتخابات، هي وبقية الأسلاك النظامية والإدارة ودوائر المال والسياسة الناشطة في الساحة. الانتخابات أيضا ستكون هذه المرة مفتوحة على وسائل التواصل الاجتماعي، وستعرف الحملة الانتخابية تراشقات بملفات الفساد بطريقة غير مسبوقة، وسيندم الذين أوصلوا البلاد إلى هذا المستوى على ما فعلوه! وتنشر ملفات الفساد على نطاق واسع وستكون صادمة للرأي العام وستأتي على ما تبقى من سمعة رموز السلطة! وستكون آثارها على الحياة العامة السياسية والاجتماعية مدمرة! وقد يصل الحال إلى ارتفاع منسوب المقاطعة إلى أرقام قياسية!يخطئ من يعتقد أن الانتخابات القادمة يمكن أن تجري بطريقة تتحكم في إدارتها السلطة مهما كانت قوتها في الميدان، فالتفكك العام في أجهزة الدولة وتنامي الصراعات بين الزمر النافذة في السلطة، ستكون أرضية خصبة لرفع منسوب المصاعب التي ستواجه هذه الانتخابات، سواء على صعيد التنظيم أو على صعيد إحكام التزوير أو حتى على صعيد التحكم في مخرجات هذه العملية!كل الناس يشعرون بأن الانتخابات القادمة تحمل مخاطر كبيرة على مستقبل البلاد لم تعرفها منذ الاستقلال. خطورة هذه الوضعية يتحملها هؤلاء الذين يزجون بالبلاد في أتون مغامرة خطيرة كهذه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات