+ -

ما يحدث في الشارع الجزائري من حراك سياسي اجتماعي ويقوده الشباب بطريقة عفوية يدل على أن السلطة والمعارضة لا تعرفان حقيقة الشعب الجزائري. فالسلطة والمعارضة كانتا تتشدقان بالقول بأن الشعب الجزائري تعب واستسلم لسوء تسيير البلاد بالفساد، ولا مجال لأن يتحرك ضد هذا الواقع البائس... لكن الأحداث التي تجري هذه الأيام تدل على سفه هذا التحليل.لاحظوا أن الاحتجاجات الأخيرة هي احتجاجات سياسية بامتياز، وتجاوزت حالة الاحتجاجات السابقة التي كانت احتجاجات اجتماعية مطلبية، في كثير من الأحيان تتنصل من الصفة السياسية... لكن الاحتجاجات اليوم لا تحفل بالجوانب الاجتماعية المطلبية بل تتعداها إلى المطالب السياسية الصريحة، كمناهضة سوء تسيير البلاد والفساد... والعهدة الخامسة.هذا تطور نوعي في النضال الاجتماعي للشعب تحول إلى نضال سياسي له مكانته في الحركية الحاصلة في البلاد.في السابق كنا نقول إن الاحتجاجات الاجتماعية لها أسس سياسية وتدل على خلل سياسي في تسيير البلاد، ولابد أن يعالج هذا الخلل قبل أن يتحول الأمر إلى احتجاج سياسي، وأن معالجة هذه الأمور يجب أن تكون سياسية بإصلاحات حقيقية، وليس بإصلاحات التسويف والتحايل والالتفاف على المطالب باستعمال قوات الأمن مكان استخدام السياسة.واليوم نقول إن ساعة الحقيقة قد دقت وعلى السلطة والمعارضة المدجنة أن تفهما بأن الاحتجاجات الاجتماعية للشباب تحولت إلى احتجاجات سياسية لأنها لم تعالج المشاكل المطروحة... ولهذا فإن المعالجة الأمنية لهذه الاحتجاجات ستضاعف من خطورة الوضع ولا تحله، لقد بات واضحا أن مستوى وعي الشباب في الشارع أعلى من وعي المعارضة والسلطة، وأن الشباب أراد للجزائر الحياة، وأن الذين يريدون لها الموت لا مكان لهم في جزائر الغد.. إنها ساعة الحقيقة.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات