+ -

كان من المتوقع أن لا تتخذ المعارضة قرارا يخص الرئاسيات القادمة، لأن أغلب هذه المعارضة يرى بعضها أن دوره الأرنبي في أي رئاسيات هو الدور التاريخي الممكن القيام به في هذه الظروف.لكن بعض المعارضة ترى أن الاتفاق على مرشح إجماع قبل قرار المجلس الدستوري معناه إعطاء الفرصة للسلطة لإبعاده من السباق أصلا، ولهذا أقدمت المعارضة على تأجيل الأمر إلى موعد لاحق قد يكون بعد إقرار المجلس الدستوري، لكن السلطة قد تلعب لعبتها على مستوى المجلس الدستوري فلا تسمح بمرور أي مرشح يمكن أن يكون أكثر من أرنب للرئيس، ومن ثمَّ غلق الانتخابات قبل أن تجري حتى ولو اتفقت المعارضة على منازلة الرئيس بمرشح متفق عليه.الرئاسيات الآن يجب أن تلعب خارج إرادة السلطة وخارج إرادة المعارضة! هي الآن تُلعب بجدية في الشارع والشارع وحده هو من يقرر مصير الرئاسيات.كل الدلائل التي أشارت إليها المظاهرات الشعبية التي جرت دون المعارضة ورغم أنف السلطة تدل على أن الشعب والشباب خصوصا قد صمم على كنس رجال النظام ومعارضته، وعلى المعارضة الجادة أن تحل نفسها وتذوب في أتون الحراك الشعبي الذي يجري الآن.والمنطق والواقع يقولان إن الشارع يرفض السلطة ويرفض بصورة أكبر هذه المعارضة الأرنبية.. وحتى لو نجحت السلطة في عملية احتواء ما يجري في الشارع فإنها لن تفلح في إجراء انتخابات بالحد الأدنى المطلوب للمشاركة.. وأن متاعب السلطة والمعارضة السائرة في ركابها تبدأ من اللحظة التي تعلن فيها النتائج! وإذا كان الترشح قد أثار كل هذه الزوبعة فإن الحملة الانتخابية وما يليها ستُدخل البلاد في أزمة لا نعرف مداها.. وإدراك الخطر أفضل من التصرف النعامي.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات