+ -

يجب أن ينتبه المتظاهرون في الجامعات والشوارع إلى أن الخطورة التي يواجهها هذا الحراك المبارك، ليست من زبانية بقايا السلطة فقط أو حتى من فلول بقايا أحزاب التحالف، بل الخطورة أيضا قد تأتي من بقايا المعارضة المدجنة التي ظلت السلطة تستخدمها لتضليل الشعب وجعله لا يتلمّس طريقه الصحيح نحو التحرر والانعتاق!لاحظوا أن محترفي الترشح الأرنبي عبر كل العهدات، ترشحوا هذه المرة مثل المرات السابقة، وعندما انفجر الشارع في وجه تأرنبهم للرئيس، انسحبوا وقرروا إنشاء تكتل أرنبي سياسي للمنسحبين من الرئاسيات... والهدف هو التموقع! والحال يقول إن هؤلاء ما كانوا لينسحبوا لولا تحرك الشارع وتجاوزهم وتجاوز السلطة معهم!لاحظوا أيضا أن نواب برلمان البؤس السياسي ما يزالون في أماكنهم، وحتى بعض الانتهازيين من نواب أحزاب الموالاة انسحبوا من هذا البرلمان لصون ماء الوجه والبحث عن تموقع جديد، فيما يواصل نواب أحزاب المعارضة المدجنة البقاء في هذا البرلمان العار... يمثلون الشعب وهو يتظاهر في الشوارع ضد هذا التمثيل... وقيادات هذه الأحزاب تتشاور وتتحاور من أجل ركب موجة الحراك الشعبي والتفاوض باسمه مع السلطة من جديد، وهي تمارس البقاء في عسل السلطة البرلمان، وتبحث عن تقديم خدمة للسلطة باعتلائها قيادة الشارع المنتفض.لاحظوا أن أحزاب المعارضة الممثلة في البرلمان كانت حتى شهر سبتمبر ضد تحرير المظاهرات في العاصمة... فقد كتبت حركة مواطنة رسالة إلى الأحزاب الموجودة في البرلمان تطلب منهم تحريك 20 نائبا في البرلمان لإخطار المجلس الدستوري بأن منع المظاهرات عمل غير دستوري... ولكنهم رفضوا ذلك جميعا.. وعندما حرر الشباب الأحرار العاصمة بالمظاهرات انضموا هم إليها بكل انتهازية... وقد كان بعضهم يقول: نحن لا نؤمن بحراك الشارع، نحن نؤمن بالعمل داخل المؤسسات.واليوم، يحاول هؤلاء الالتفاف على عمل الشباب في الشارع من خلال تقديم خدمة للسلطة بالدعوة إلى تطبيق المادة 102 من الدستور، وهذا معناه إعطاء السلطة مخرج للحل الذي تريده في إطار مؤسساتها المنهارة... هذه هي فلول المعارضة الانتهازية، فهي تشكل خطرا على حراك الشباب أكثر من بقايا السلطة... وعلى الشباب أن يتجاوزوا هذه المناورات وينتظمون في حركات على مستوى الولايات والجامعات والتنظيمات غير الحزبية، ويقودوا الحراك العظيم نحو بناء جزائر جديدة، من خلال بناء مؤسسات دستورية تعكس حقيقة إرادة الشعب... فالوضع يتطلب بروز قيادة شباب لا علاقة لها بالسياسيين البائسين الذين ساهموا مع السلطة في الوصول إلى هذه الحالة.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات