+ -

لا يمكن إجراء الانتخابات الرئاسية بالمترشحين الحاليين بمن فيهم الرئيس المترشح، لأن الشارع انتخب ضدهم في المظاهرات بالملايين، ويكون من الخطأ إذا ركبت السلطة رأسها ونظمت هذه الانتخابات، ففي هذه الحالة تكون أمام أمرين أحلاهما مر: إجراء انتخابات من دون شعب، لأن المقاطعة ستكون كبيرة، وهذه ستكون مضحكة دولية تفوق المضحكة التي أقدمت عليها السلطة بترشيح الرئيس مريضا، أو تنصيب رئيس بلا انتخاب، سواء كان هذا الرئيس هو الرئيس الغائب أو أحد الأرانب المترشحة! وهذه أيضا ستكون مضحكة دولية لأنه لا يمكن تنصيب رئيس جمهورية بلا انتخاب؟!هناك احتمال آخر وهو أن لا تجري هذه الانتخابات بسبب سحب الرئيس الغائب ترشحه، وهذه أيضا مشكلة، لأن الانتخابات لا يمكن أن تجري من دونه، لأن بقية المترشحين معه أرانب، لا يمكن أن يقبلهم الرأي العام الثائر لترؤس الجزائر، فضلا على أنهم جميعا من “دوّار” واحد! وهي معضلة أخرى تواجه هذه الانتخابات.تأجيل الانتخابات بسبب انسحاب الرئيس المترشح وعدم وجود مرشحين مقبولين للرئاسة من طرف الشارع، يطرح مسألة الفراغ الدستوري، لأن انسحاب الرئيس المترشح لن يكون إلا بعد المرض، وفي هذه الحالة لا يمكنه مواصلة تسيير البلاد بعد انتهاء عهدته! والعودة إلى الدستور لتسيير البلاد برئيس مجلس الأمة إلى حين تنظيم الانتخابات غير ممكن، لأن ذلك معناه إعادة إنتاج النظام لنفسه، وهو ما رفضه الشارع.والحل المعقول هو أن تقبل بقايا السلطة بما يطرحه الشارع من أن النظام القائم بمؤسساته قد انهار وفقد شرعيته، وأن صاحب الشرعية، وهو الشعب، قد استعاد شرعيته، ولابد من السماح له من إفراز قياداته المؤقتة، وإعادة بناء شرعية جديدة خارج الدستور الحالي وخارج المؤسسات المنهارة، لأن انهيار الشرعية القائمة معناه انهيار الدستور الذي أنشأها، وبالتالي فإن التحجج بالدستور القائم من طرف السلطة لا معنى له!كما أن مسألة إعادة بناء شرعية حقيقية جديدة للحكم برجاله ومؤسساته أصبحت هي المطلب الرئيسي في الشارع، ويجب أن يعترف النظام بأن الشباب الذي نظم الاحتجاج في الشارع بهذه الأعداد وبهذا التنظيم وبهذا الوضوح في المطالب السياسية وبهذا الإجماع الوطني، هذا الشباب يستحق بأن يطمح لإنشاء شرعية جديدة تخرج البلاد من الأزمة نهائيا.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات