+ -

اعتبر الخبير الدولي وخريج معهد الأعمال بهارفارد والمدرسة العليا للتجارة بباريس، محمد قوالي، في تصريح لـ”الخبر”، أن الحكومات المتعاقبة في الجزائر خلال عقدين من نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم تنجح في التخطيط على المدى الطويل رغم استفادتها من البنية المناسبة والموارد والقدرة المالية، معتبرا بأن سيرورة الأحداث التي تعرفها البلاد كشف أن ما بني هو اقتصاد مزيّف.

وأوضح الخبير المختص في مجال التسيير في العديد من العواصم الدولية منها باريس ونيويورك ولندن ودبي وكمستشار في الإستراتيجية وبنوك الاستثمار لـ”الخبر”، ”من بين جميع المسؤولين عن الجزائر منذ الاستقلال، لم يستفد سوى نظام الرئيس بوتفليقة من البيئة المناسبة وعدد الموارد البشرية كمّا ونوعا والقدرة المالية الكافية لإنجاح التنمية، لكن لسوء الحظ لم تتمكن الحكومات المتعاقبة من التخطيط لعملها على المدى الطويل لإجراء التغييرات الإضافية اللازمة التي تجعل بلدنا ينخرط في منظومة الحداثة الفعلية، وجعل الجزائريين فاعلين لتاريخهم”، مضيفا ”لقد تركزت الطاقات على المدى القصير الذي يتطلب نتائج فورية، وهذا ما يفسر تفضيل تنمية الواردات خلال فترة البحبوحة المالية، بدلا من تشجيع الابتكار والإبداع، واتباع مثال الدول الصاعدة، وتم تسهيل سياسات الاستيراد من خلال التوقيع غير المسؤول على اتفاقيات التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، بينما تعاني مؤسساتنا ضعف القدرة التنافسية، بل وواجهت صعوبات في التصدير. وانتقد الخبير الخيارات المعتمدة تحت عنوان تنويع الاقتصاد، على رأسها خيار تركيب السيارات بنسب إدماج هامشية وتصنيع منتجات برخص، والتي تنبني على نماذج تنمية خالية من الابتكار وتقتل الإبداع وروح التنافسية والرخاء المستدام، كما انتقد مقاييس التعيين التي لا ترتكز على الخبرة والفعالية والمثالية بل على الولاء. ولاحظ الخبير أن السياسات المتبعة تسببت في استفحال ظواهر البطالة لاسيما لدى الشباب وهجرة الأدمغة و”الحراڤة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات