+ -

لست أدري كيف يقبل الإعلام البائس قول الرئيس في بيانه الأخير أنه سيستقيل قبل نهاية عهدته في 28 من الشهر الجاري، ولا يقبل بقية ما جاء في البيان؟! يقبل صدقية الاستقالة ولا يقبل صدقية البيان الذي أعلنه للناس؟! لابد أن تكون لك ذهنية نزلاء “جوان فيل” كي تفهم بأن بيان القوى غير الدستورية هي التي أعلنت استقالة الرئيس بكل دستورية؟! الإعلام البائس بقي أسبوعين كاملين وهو يبحث مع وزارة الدفاع وقيادة الأركان عن ختم الرئيس.. وختم الجمهورية الذي سرقته القوى غير الدستورية وتختم به القرارات! وأن أخبار هذا البحث يستقيها الإعلام البائس من مصادر مجهولة رغم حساسية هذه الأخبار! هكذا يدار الإعلام الوطني الهادف للقوى الإقليمية التي تعلم الأمريكان الدروس في مكافحة الإرهاب؟!الإعلام البائس أيضا هو الذي أدار “بكفاءة” ملف محاربة القضاة للفساد بمنع رؤوس الفساد من مغادرة التراب الوطني، فراح هذا الإعلام البائس يعلن للناس بأن تحرك العدالة تم بناء على أوامر من الجيش ولم يخطر الرئاسة بذلك؟!في حين أن الأمر كان بمبادرة من القضاة والنواب العامين تحديدا، وتم لأول مرة من طرف هؤلاء في إطار المهام التي حددها لهم القانون ودون أوامر أو تدخل من الجهاز التنفيذي مهما كان نوعه! وقد تحرك القضاة بناء على معلومات وردت إلى العدالة من أناس شرفاء، منهم محامون ورجال اقتصاد ورجال إعلام، ومن نشطاء في ثورة الشعب الهادئة، وقد تحركت العدالة لأول مرة في إطار اختصاصها من دون مهماز من أحد! وعوض أن يثمّن الإعلام هذه المبادرة من العدالة، راح ينسبها إلى غير القضاة، غمطا لدورهم في أداء مهامهم.. الواقع أن العديد من الناس طالبوا العدالة والقضاة ووكلاء الجمهورية بأن ينضموا للثورة الشعبية الهادئة بحماية أرزاق الشعب من النهب والتحويل إلى الخارج، بعد أن راجت معلومات عن تحويلها إلى الخارج، فقامت العدالة بواجبها خارج كل الأوامر، عكس ما يدعيه الإعلام البائس، وقد تم عرقلة، بطريقة مشبوهة، هذا التحرك من العدالة. فمثلا أصدرت محكمة سيدي امحمد أمرا بمنع أشخاص من مغادرة التراب الوطني، يوم الأحد على الساعة 11 صباحا، ولكن لم يتم تبليغ الأمر في الحين إلى شرطة الحدود، وبقي حتى الساعة الخامسة مساء، وهو ما مكّن العديد من الناس من مغادرة البلاد، ومنهم حداد الذي لولا تفطن عون جمارك في الحدود لغادر هو أيضا دون مشاكل! فالمفروض أن يساعد الإعلام رجال العدالة ولا يغمطهم حقهم؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات