+ -

فعلا الشعب لم يفهم بعض السياسات الممارسة في الجزائر منذ أن حدثت ثورة الشعب السلمية مطالبة بالتغيير.إذا كان الشعب المطالب بالتغيير قد استجاب له الجيش، كما يقولون، فأين هي المشكلة إذن؟! كل الناس يعرفون أن البلاد ليس فيها ساسة ولا سياسيون، بل فيها الجيش والشعب فقط، فإذا اتفق هؤلاء على التغيير فأين هي المشكلة؟!كل الناس يعرفون أن الجيش حكم بالقوة العميقة منذ بداية عهد الاستقلال، بل ربما حكم بهذه القوة العميقة حتى قبل الاستقلال، أي منذ ظهور القوة العميقة فيما يسمى بـ«المالڤ”!هل يمكن أن نصدق بأن هناك خلافات جدية بين القوى العميقة داخل الجيش وبين القوى السطحية فيه، إلى درجة أنهما يمكن أن يحتكما إلى الشعب ليفصل بينهما؟ لا أعتقد ذلك!لسبب بسيط هو أن خلافهما يحصل دائما بسبب أحقية وأولوية أحدهما في تقرير تعيين قائدهما المشترك بعيدا عن الشعب الذي هو من الفروض أن يكون صاحب الحق الأول في تعيين هذا القائد.في 1992 اتفقت الدولة العميقة مع الدولة السطحية على ضرورة إبعاد الشاذلي من الحكم دون إرادة الشعب الذي هو صاحب السيادة، ووقف تنفيذ إرادة الشعب المعبر عنها في انتخابات 1991، وتطابقت إرادة القوى العميقة مع إرادة القوى السطحية في إقالة الشاذلي، فأقيل دون النظر للشرعية وللدستور ولإرادة الشعب.في 1999 اتفقت أيضا إرادة القوى العميقة مع إرادة القوى السطحية في تغيير زروال ببوتفليقة خارج الشرعية، لأنه ترشح وحده، كما كان الحال في عهد الحزب الواحد، وهذا مخالف للدستور؟!وفي 2014 اتفقت إرادة القوى العميقة مع إرادة القوى السطحية في فال دوغراس على تمكين بوتفليقة من العهدة الرابعة خارج الدستور وترتيباته القانونية! وترتيبا للعهدة الخامسة تم تفكيك القوى العميقة من طرف القوى السطحية وبالاتفاق مع الرئيس الذي هو خارج الدستور شرعيا وعمليا، فماذا حدث حتى تتحالف القوى العميقة مع القوى غير الدستورية ضد القوى السطحية؟ لماذا قسمت القوى العميقة على اثنين في 2016؟ ولماذا يعاد توحيدها الآن تحت سلطة القوى السطحية؟ لا أحد عنده الإجابة، لكن الانطباع المسجل عند الشعب بخصوص هذا التصرف، هو أن القوى السطحية تلعب أحيانا دور السلطة، والقوى العميقة تلعب دور المعارضة، وفي أحيان أخرى يحدث العكس، وفي النهاية فإن السلطة الوحيدة، وهي الجيش، تلعب دور المعارضة والسلطة في وقت واحد.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات