+ -

 يتساءل المخلصون في الشعب والسلطة على السواء: متى تضع الأزمة أوزارها ويلتفت الجميع إلى ما فيه صلاح البلاد؟ والجواب واضح.. يحدث ذلك عندما تفهم قيادة أركان الجيش وجهاز الـ(DRS) بأن الشعب الذي ثار هذه المرة ثورة عارمة سياسية لا يمكنه أن يقبل بأن يعود إلى الحالة التي ثار عليها في 22 فيفري الماضي... سواء انتصرت قيادة الأركان على الـ(DRS) أو انتصرت الـ(DRS) على قيادة الأركان في هذه الهوشة المشبوهة.. لأن أيا من الطرفين المتنازعين لا يصلح لأن يكون كبش فداء يقدم للشعب من طرف الآخر المنتصر مهما كان نوعه وحجم انتصاره الساحق الماحق على الآخر.الشعب يريد نظاما جديدا كل الجدة ليس فيه السلطة عند جزء من الجيش والمعارضة عند جزء آخر من الجيش (الأركان والـ(DRS).الشعب يريد نظاما فيه أناس ينتخبهم الشعب وفيه معارضة من سياسيين فعليين وليس معارضة مخابر وعلب سوداء!نعم، قد تطول المدة التي يفهم فيها هؤلاء المتخاصمون بأن الشعب لا يرضى بمن يعينه أحدهما عندما يحقق الانتصار على الآخر.. الشعب يريد هذه المرة أخذ زمام مصيره بيده.الشعب لم يعد يؤمن بأن هناك رجالا من النظام ومن السيستام يمكن أن يكونوا كبش فداء لإسكات الشارع... لأن الرئيس بوتفليقة نفسه ونظامه لم يعد كبش فداء مقبولا شعبيا، بل حتى تفكيك نظام بوتفليقة برجاله وفساده ومفسديه لم يعد كبش فداء مقبولا شعبيا، بل المقبول شعبيا الآن هو تفكيك السيستام نفسه الذي أنتج هذه الحالة.صحيح أن النظام الآن يعاني من فوضى كبيرة بين عصبة وبقايا رجال مؤسسات وهو يتفكك ببطء شديد، لأن الحكم بين الزمر قد اختفى من دون ترتيبات مسبقة، بسبب تسارع الأحداث بعد 22 فيفري الماضي.مشكلة النظام الأساسية اليوم هي أنه لم يعد له مصدر قرار موحد وممركز حتى ولو كان شكليا كما كان قبل رحيل بوتفليقة.قيادة الأركان تعاني صعوبات في تسيير الشأن السياسي في البلاد، ويظهر ذلك من خلال الاضطرابات الواضحة في تعيين وإقالة المسؤولين على أجهزة الأمن (DRS) والشرطة وفروعها، وكذلك الدرك الوطني.. هذه الاضطرابات تدل على أن هذه الأجهزة لا يمكن أن تقدم نتائج عملها إلى المسؤولين الحاليين، سواء في قيادة الأركان أو حتى على مستوى رئاسة الدولة (بن صالح).. هل يتصور عاقل أن قيادة (DRS) تقدم نتائج عملها اليومي من معلومات إلى بن صالح؟! وبناء عليها يتخذ القرارات المناسبة... وهو أساسا ليس من صلاحياته الدستورية ذلك؟! كما أن قيادة الأركان تعاني من صعوبات تسيير الملف الأمني، لأن محتواه أكبر من صلاحيات قيادة الأركان... لهذا ظهرت الصعوبات التي تواجه الأركان وبن صالح في تسيير المرحلة الحالية... والعاجل هو الاستجابة لإرادة الشعب.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات