+ -

رئيس دولة يدعو إلى عقد ندوة تشاورية لتنظيم الانتخابات ويقاطعها هو أيضا، ربما لأنه لا يؤمن بها مثل حلفائه عمارة بن يونس وغول والأفالان!لكن الرجل (المسؤول) عن البلد لم تكن له الشجاعة ليلغي الندوة بعد أن قاطعها أشباه السياسيين أيضا... ولو كانت الدولة دولة والعدالة عدالة لتمت مساءلة بن صالح عن الأموال التي صرفت على تنظيم هذه الندوة العبثية التي قاطعها هو أيضا لعدم جديتها؟!الندوة حضرها “بوصرصوط وبوعضروط.. والمقشرش، وبوعلة”، من الأحزاب والمنظمات البائسة والشخصيات الفاسدة! ومع ذلك بانت القاعة فارغة، وتم ملؤها بعاملات النظافة وعمال مرافق إقامة نادي الصنوبر.. ولهذا كان عدد الصحافيين الذين تم اعتمادهم أكثر من عدد المشاركين في هذه الندوة؟!وتفتقت عبقرية المنظمين للندوة عن طريقة لإخفاء المهزلة على الرأي العام، فقاموا بإخراج الصحافيين بحجة أن الندوة سرية... أي أنهم ربما سيدرسون الطريقة التي ستزوّر بها الانتخابات القادمة!وفي الحقيقة هم أرادوها سرية حتى لا تفضح الصحافة هزال المشاركين.وجاء البيان الختامي للندوة صادما للرأي العام... يقترح تأجيل الانتخابات لأسبوع أو أسبوعين كما يطالب بذلك المشاركون؟!ويبدو أن العبثية التي يقوم بها رئيس الدولة في ما تبقى من الدولة قد استحلاها! وهي نفس السلوكات التي مارسها صاحب نعمته قبل أن يرحل، حيث طالب بعهدة خامسة فوق “شريطة”، ثم بتأجيل الانتخابات ثم بتمديد العهدة الرابعة. وكأن هؤلاء لا يفهمون ما يقوله الشعب في الشارع رغم أنه يتم بكل اللغات وبكل اللهجات وعبر 9 جمعات!كيف يؤجل بن صالح الانتخابات عدة أسابيع ويبقى هو رئيسا للدولة؟!أليس هذا عفسا على الدستور؟! فإذا كان ولابد من عفس الدستور، لماذا لا يعين غيره على رأس الدولة.. ويختار على الأقل من بين الذين لا يطالب الشارع برحيله؟!لعله من الجدية أن نسأل رئيس الدولة: من بقي معك لتنظيم الانتخابات سواء في وقتها أو حتى بعد التأجيل... الشعب في الشارع ينادي بإلغاء هذه الانتخابات وبرحيلك ومن معك... وأحزاب الموالاة أيضا؟ هل الانتخابات سيصوت لها أعضاء الأسلاك النظامية؟! ومن يضمن أن هؤلاء أيضا لا يلتحقون بالحراك في مستقبل الأيام؟ أليسوا من الشعب الجزائري هم أيضا؟!هؤلاء الذين يدّعون العمل على إخراج البلاد من الأزمة هم الأزمة ذاتها.. ورحيلهم هو الانفراج!فهل أنتم مدركون؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات