+ -

بقايا السلطة تتحايل على الشعب... وتسوّف في مسألة اتخاذ القرار المناسب الذي يرضي الشعب... هي في الحقيقة تسعى بهذا العمل إلى كسب الوقت، ولكن في الواقع هي تخسر الوقت، في الوقت الذي تعتقد أنها تكسبه!لو كانت السلطة فعلا تربح الوقت لكان حالها اليوم أحسن من حالها يوم إقرار الذهاب إلى التطبيق للمادة 102.. ولكان حالها وقتئذ أحسن من حالها يوم أن قررت عهدة خامسة للرئيس وتنظيم رئاسيات لرئيس مريض!لو كانت السلطة حكيمة لقامت قبل سنة أو سنتين بالانفتاح على بقايا المعارضة التي أنشأتها السلطة نفسها، ونظمت معها ندوة وطنية أفضت إلى تنظيم انتخابات رئاسية تتحكم فيها السلطة كما يجب ويقوم النظام بتجديد نفسه! لكن سوء التقدير هو الذي أوقع السلطة في ما هي فيه الآن.الواقع الآن يقول إن حال السلطة اليوم سيكون أحسن من حالها يوم 4 جويلية 2019.. فلو تقدم السلطة اليوم على الاستماع إلى الشعب وتباشر تنفيذ مطالبه أو حتى جزء منها، وخاصة تعيين حكومة أو مجلس رئاسة أو رئيس من صفوف الشعب الغاضب لتسيير المرحلة الانتقالية أو تنظيم انتخابات رئاسية في منظور قريب... هذا الإجراء يعد عملية وطنية أفضل من دخول البلاد في متاهات ما بعد 4 جويلية، وستكون آثار ذلك كارثية على السلطة أولا وعلى البلاد ثانيا. فالمراهنة على عياء الشعب في الثورة بسبب رمضان والصيف و«التخلاط” وسط الشعب الثائر، هو رهان خاسر، تماما مثلما راهن النظام على خسارة مسألة العهدة الخامسة وعلى المادة 102 لتجديد نفسه وتجنب الاستجابة لإرادة الشعب. فالأمر إذن هو إضاعة وضياع للوقت وليس ربحا له؟!الآن البلد بدأ يتفكك بالفعل، فالحكومة لم تعد حتى قادرة على الحديث للشعب، وقد يأتي عليها حين من الدهر لن تعود قادرة حتى على الحديث لبرلمان “الحفافات” وبرلمان “الكادنة”، والبلديات بدأت تتمرد على الولاة، ولابد أن يتمرد الولاة ورؤساء الدوائر أيضا على السلطة... ولن تنفع آلة القمع لثنيهم على ذلك.. وها هم العمال أو بقايا العمال في المركزية النقابية يرمون ببقايا قيادة العمال في سلة المهملات... وسيأتي يوم تصبح فيه سكرتيرة رئيس الدولة وسكرتيرة رئيس الحكومة ترفضان الحديث معهما في الهاتف!عجلة التاريخ تحركت إلى الأمام والشعب أخذ مصيره بيده، ولا مجال للتحايل على الشعب بربح الوقت أو إلهائه بمسائل جانبية مثل إذكاء النعرات الجهوية أو إلهائه بحكاية الحملة ذات المنفعة الخاصة في مكافحة الفساد بانتقائية مدروسة، أو حتى تضليل الشعب بالوعود الكاذبة التي سرعان ما ينكشف أمرها.. فكلما أضاعت السلطة الوقت زادت الأخطار عليها وعلى البلد.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات