+ -

الحوار السياسي حق وهو الوسيلة المثلى لحل المشاكل السياسية بين الفرقاء في أي بلد. والانتخاب هو الوسيلة القانونية المثلى لفض النزاعات السياسية بين الحكام والشعب حين تفشل المفاوضات والحوارات السياسية. هكذا تقول الديمقراطيةلكن عندنا الحوار حق يراد به الباطل، والانتخابات إجراء قانوني لفض النزاعات السياسية لكن عندنا يراد به الخداع والتزوير لإرادة الشعب.هل الحوار الجدي الذي تدعو إليه السلطة حاليا، هو حوار وليس ”خوارا” بإضافة نقطة للحاء في لفظة الحوار؟! كيف يمكن أن نطلق على هذا الحوار صفة الحوار الجدي المفضي لحل المشاكل السياسية المتراكمة والجهة التي أسند له الحوار من طرف السلطة سبق لها وأن قادت حوارا أفضى إلى خور. بن صالح قاد حوارا باسم الرئيس قبل سنوات سميت ”مشاورات حول الدستور” وأنتم تعرفون ما وصلت إليه المشاورات هذه. والشخص نفسه شارك في حوار الجنرالات مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة في منتصف التسعينيات أي من عهد المجلس الأعلى للدولة (عهد كافي) وأنتم تعرفون النتيجة التي انتهى إليها حوار شارك فيه بن صالح وكانت معناه الحقيقة هي الخوار وليس الحوار. وقد دعيت شخصيا إلى هذا الحوار لمست فيه العبثية الصارخة خاصة بعد أن استمعت إلي اللجنة الدولية لتقصي الحقائق في الجزائر التي أرسلتها الأمم المتحدة وهي اللجنة الثلاثة التي قادها ماريو سواراس وأنتم تعرفون النتائج التي وصل إليها الحوار الذي يشارك فيه بن صالح! هل من الجدية فعلا في الحوار الجدي أن بن صالح الذي فشل في حوار قادةه تحت قيادة بوتفليقة نفسه يمكن أن ينجح فيه وهو يقوده تحت قيادة وزير بوتفليقة؟!ثم الحوار مع من ؟ وهؤلاء الذين يهرولون إلى الحوار المشبوه باسم المعارضة البائسة هم في النهاية لا يمثلون الثورة الشعبية التي حدثت في البلاد وكانوا هم كأحزاب معارضة مشاركة في الحكم بطريقة أو بأخرى. وكانوا أعداء لأي تحرك شعبي بحجة عدم السيطرة على أي تحرك. فهل هؤلاء اليوم يمثلون الشعب رغم أنفه كما تمثل السلطة غير الشرعية الشعب رغم أنفه؟الحوار الجدي، نعم، لكن الحوار الذي يفضي إلى تثبيت ما هو قائم أو تغييره بأسوأ منه شرعية وشعبية لا يمكن أن يكون حوار جديا..! كفى من استخدام الواجهة المدنية البائسة صنيعة الفساد في تضليل الرأي العام في سياق تجديد النظام نفسه. السلطة الحقيقة الآن هي الجيش والجيش وحده عليه أن يقوم بما يقوم به الجيش السوداني ويتحاور مع رموز الثورة الشعبية وليس رموز الفساد في برلمان الحفافات وحكومة الكاباريهات ومعارضة الانتهازيات وموالاة القاذورات.!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات