+ -

أحمد أويحيى على حق، أنا الآن سعيد ولست سعدا! سعيد لأنني لم أكن أحلم بأن أعيش الأحداث التي تحدث اليوم.. من كان يصدق أن الجزائر تعيش هذا الزمن الجميل الذي أصبحت فيه المعارضة البائسة والشخصيات السياسية البائسة ترفض الحوار مع رئيس الدولة وتعتبر خطابه للأمة “لاحدث”! وقد كانت السلطة في عهد زروال تعتبر اجتماع المعارضة الفاعلة في روما “باللاحدث”!وتعتبر الرئاسة ووزارة الخارجية بيان المعارضة التاريخية المتمثل في بيان الجبهات الثلاث في روما باللاحدث! فماذا حدث حتى تبدل اللاحدث من السلطة إلى المعارضة؟! هذه صورة تعد فعلا تحولا جذريا حدث في الجزائر فتبدلت المواقع بين السلطة والمعارضة، وهي حالة لابد أن يكون لها ما بعدها، طال الزمن أو قصر.. ومهما تباعدت المسافات بين السلطة والمعارضة والشعب!صورة أخرى تجعلني سعيدا وليس سعدا حين أرى الوزراء الذين كانت البلديات والولايات تقطع الطرق من أجل زيارتهم لهذه الولايات والبلديات، بل ويتم حتى تعطيل مصالح الناس لأجل التفرغ للاحتفال باستقبال الوزراء!اليوم أصبح الوزير يزور الولايات والبلديات سرا مخافة أن يرجم كالشيطان في منى، ليس بالحجارة ولكن بالبيض والطماطم والأحذية! أليس هذا تحولا يسعد السعداء التعساء إلى حد البكاء!وزراء اليوم يتمنون البقاء في الوزارة مدة عام ويوم لأجل التمتع بعد هذه المدة بالاستفادة من راتب وزير وامتيازاته مدى الحياة بعد ذلك!ترى لماذا أقر المشرّع فكرة “عام ونهار” لأجل التمتع براتب وزير؟! لعل في ذلك حكمة.. ذاكرتي التعبانة ما تزال تحتفظ بالأغاني الشعبية من عهد الاستعمار... مثل أغنية يا المنفي..! التي تقول كلماتها: “أداونا لتربينال... وحكموا علينا بعام ونهار... ويا المنفي.. لحونا في لحباس واعطاونا زاورة وبياص ويا المنفي”! وزراء اليوم لحوهم في سويت شيراطون مدة عام ونهار، لأجل الحصول على امتيازات وزير مدى الحياة!بالأمس كان من يبشّر بالوزارة يقيم الأفراح والليالي الملاح... لكن اليوم أصبح من يبشر بالوزارة يقول: يالطيف إذا كان فعلا يستحقها!والأجمل من هذا كله أن وزراء اليوم يقيمون في سويتات في الشيراطون، لأن الوزراء السابقين رفضوا الخروج من فيلات قصر الأمم لأسباب أمنية مع هذا الحراك الطاغي شعبيا.. والأجمل على الإطلاق هو أن اللقاء مع رئيس الدولة أصبح معرة ومسبة، ومن يُرى في الرئاسة فكأنه شوهد في مكان مخل بالشرف! هكذا أوصل هؤلاء حالة السلطة وحالة مؤسسات الدولة.. ومازالت الأمور تزداد سوءا على سوء! ومع ذلك أنا سعيد إلى حد التعاسة.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات