+ -

لا شك أن رئيس الأركان في خطابه الأخير بدأ يقترب مما يطالب به الشعب... الشعب يريد رئاسيات تختلف عن رئاسيات التسعينات وما قبلها وما بعدها.. رئاسيات تكون فيها الكلمة الأولى والأخيرة للشعب والشعب وحده... فالحراك يريد حوارا يفضي إلى تحقيق هذا الهدف، سواء تم هذا الحوار مع الجيش أو من دونه، وليس حوارا يقوده أمثال بقايا العصابة ويقود بالضرورة إلى اتفاق على من ترضى عنه العصابة والجيش ليقدم للشعب في رئاسيات تكون محسومة مسبقا... ومعنى ذلك تكرار ما يحذر منه رئيس الأركان أن يحدث؟! فالانتخابات الحرة هي إرادة سياسية وليست لجانا أو قانونا. وإذا أراد الجيش انتخابات حرة فلسنا في حاجة إلى لجان.1 - الحوار الذي يفضي إلى فرض رئيس على الشعب من طرف بقايا العصابة يمكن أن يؤدي بالضرورة إلى ما وقع في التسعينات وما بعدها.. أليس الحوار مع بقايا عشرية الدم هو الذي فرض على الشعب المرشح بوتفليقة الذي أنجز هذه الكوارث طوال تسيير البلاد عقدين من الزمن (الندوة الوطنية الشكلية).2) - أليس الشعب هو الذي خلص الجيش من هذا النظام الذي أهلك الحرث والنسل؟! فلماذا لا يحاول هؤلاء مرة أخرى تكرار تجربة 1999 اللعينة؟! لماذا يخاف الجيش من شعبه... ولماذا لا يجرب هذه المرة فكرة إعطاء الشعب حق تعيين الرئيس كما يقول الدستور.. الشعب مصدر السلطة، أليس الشعب بهبته الحالية قد أبان عن وعي عال جدا في السياسة وفي الوطنية؟ فلماذا لا نثمّن هذا الوعي بإسناد مهمة اختيار الرئيس هذه المرة إلى صناديق الاقتراع؟!3 - لا تهم الطريقة التي يمكن بها الشعب من حقه في اختيار رئيسه واختيار مؤسساته.. سواء قاد هذه العملية الجيش أو أنجزها بشخصيات وطنية مؤقتة، كما يقول رئيس الأركان، أو أنجزها بمؤسسة (حكومة أو رئاسة) خليط بين الجيش وممثلي الحراك، لأنهما القوة السياسية الشرعية الوحيدة الباقية في البلاد. أما المعارضة الشكلية وأحزاب الموالاة والبقايا الدستورية للسلطة فقد فعل بهم الشعب بثورته العارمة ما فعل... ولا مجال لهم لإنجاز مهمة بحجم مهمة بعث الجزائر الحديثة من جديد؟! جزائر تكريس سلطة الشعب على مؤسسات حكمه.4 - بداية الفهم الصحيح للأزمة ينبغي أن تترجم حالا في الواقع بإبعاد رموز العصابة من الحكومة والرئاسة، وبداية حوار جدي مع رموز الثورة الشعبية لإنهاء المشكلة في ظرف شهرين أو ثلاثة... لأن البلاد وضعها الاقتصادي والاجتماعي لا يسمح بالتأخير؟هذا هو الفهم الصحيح لمحتوى ما قاله ڤايد صالح في تامنراست، أما الفهم الذي يروج له من أن الحوار هو مع بقايا العصابة في الحكم وبقايا المعارضة المدجنة وعودة جماعة “الكاشير” إلى الحوار، فذاك يعني تحايل على الشعب لا فائدة منه هذه المرة... وعلى الجيش أن لا يخاف من الشعب هذه المرة وأن يمكّنه من حقه في انتخاب حقيقي لرئيس حقيقي وليس رئيس إجماع من طرف “الكاشريين”!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات