+ -

شعار “تروحو ڤاع” الذي رفعه شباب ثورة الشعب لا يعني التفسير المسطح للشعار، وهو رحيل إطارات الدولة، كما حاول بعض المغرضين تفسيره للرأي العام بهدف الالتفاف عليه وإفراغه من محتواه!“تروحو ڤاع” معناه كل وجوه الفساد السياسي والاقتصادي وأنساقه التنظيمية، سواء كانت في مراكز القرار في أجهزة الدولة أو في المنظمات الخاصة بالمجتمع المدني أو حتى الأحزاب السياسية الموالية والمعارضة شكليا! وبتعبير آخر، كل من كانت له يد في حصول ما حصل في البلاد، سواء كان مدنيا أو عسكريا، سياسيا أو نقابيا أو إعلاميا أو غير ذلك.لا حظوا أن “تروحو ڤاع” طبق في تونس الشقيقة، بحيث اختفى حزب (R.C.D) الذي كان يحكم تونس بصورة تشبه الصورة التي حكم بها الأفالان والأرندي وأتباعه الجزائر منذ 20 سنة على الأقل! وشمل كذلك الأمر كل الامتدادات الإعلامية والسياسية وجمعيات المجتمع المدني في تونس التي كانت تتعاطى سياسيا واقتصاديا مع فساد حكم هذا الحزب.في مصر حدث الأمر نفسه، فقد اختفى من الساحة السياسية حزب جمال مبارك وأحمد عز وصفوت الشريف، وشمل الاختفاء أيضا الأذرع الإعلامية لهذا التنظيم وتوابعه في الحكم.فلا غرابة إذن أن يكون تفسير شعار “تروحو ڤاع” في الجزائر هو خاص برموز الفساد في الدولة والجيش والأحزاب والتنظيمات المدنية والإعلام والاقتصاد، سواء تعلق الأمر بالأشخاص أو بالتنظيمات. ضرورة ذهاب وجوه في التنظيمات السياسية والمدنية تظهر من خلال “صحينت” الوجه لهؤلاء عبر محاولات التموقع من جديد في آفاق الحل الذي يقترح على البلاد في الأيام القادمة! هل من الصدفة أن نفس الوجوه التي طبلت وزمرت للعهدة الرابعة والخامسة هي نفسها التي سارعت إلى التطبيل والتزمير لاقتراح رئيس الأركان باعتماد الحوار لحل الإشكال السياسي الذي تمر به البلاد الآن. تصوروا حوارا سياسيا جديا يجري مع بن يونس وجميعي وأويحيى وغول وسيدي السعيد ومن شابههم من مسؤولي الأحزاب للوصول إلى حل سياسي.. أليس الأمر مضحكا وأسوأ حتى من حكاية العهدة الخامسة؟! لهذا، فإن إبعاد وجوه “الكاشير” من أي حوار هو بداية جدية للحوار نفسه، وإذا كان ولابد من مشاركة أحزاب هؤلاء، فليكن بمن لم يظهر على الساحة السياسية خلال 10 سنوات الأخيرة على الأقل! ومعنى هذا، لابد أن يطبق شعار “تتنحاو ڤاع” داخل هذه الأحزاب والتنظيمات قبل بدء الحوار نفسه الذي يشاركون فيه، هذا هو الفهم الصحيح لمعنى “تتنحاو ڤاع”. وأصدقكم القول أنني اعتبرت إعلان هؤلاء دعم الحوار الذي دعا إليه رئيس الاأكان هو محاولة منهم لإفشاله، لأن مجرد تأييد هؤلاء لهذا الحوار ينفر منه الشعب، أي الإعلان أنه حوار مع مثل هذه الوجوه هو فشل بالضرورة! ومن هنا لابد أن نتساءل: من المستفيد من إجراء حوار بمثل هؤلاء؟! ففي الحالتين العصابة هي المستفيدة، سواء نجح الحوار بهم أم فشل؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات